“صحيفة الثوري” – ترجمات:
فورين بوليسي
السؤال حول ما إذا كان الشرق الأوسط الجديد يستطيع أن ينجو من “القديم” هو سؤال معقد، ولكن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن حل القضية الفلسطينية يظل أمراً حاسماً للتقدم والاستقرار الإقليميين.
في مارس 2018، أقلعت طائرة بوينج 787 دريملاينر تابعة لشركة طيران الهند من نيودلهي متجهة إلى تل أبيب. لم يكن هذا مجرد أول رحلة تجارية بين العاصمتين، بل والأهم من ذلك، أنها أصبحت أول خدمة إلى إسرائيل يُسمح لها بعبور المجال الجوي للمملكة العربية السعودية.
كانت هذه نتيجة دبلوماسية بارعة، وقد حدثت قبل عامين من توقيع اتفاقيات إبراهيم، مما قدم أول معاينة للشرق الأوسط “الجديد” – الشرق الأوسط الذي يرتكز على الاتصال والثروة والأعمال والتكنولوجيا بدلاً من الإيديولوجية والصراع والمواجهة.
اليوم، أصبحت الأخبار الواردة من المنطقة أكثر كآبة مما كانت عليه منذ سنوات. احتل الصراع الأوسع بين إسرائيل وإيران مركز الصدارة، وعاد المدنيون في غزة إلى الأحياء المدمرة وسط اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس، كما أدى انهيار نظام الأسد في سوريا إلى تفاقم التوترات الإقليمية.
القضية الفلسطينية لا تزال تلقى صدى عميقاً في مختلف أنحاء العالم العربي: وأعادت حرب غزة الأخيرة القضية الفلسطينية إلى صدارة السياسة الإقليمية.
صرح زعماء عرب بأن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون شرطاً مسبقاً للسلام مع إسرائيل. تظل القضية الفلسطينية عاملاً موحداً لكثيرين في الشرق الأوسط، وتتجاوز الانقسامات الأخرى.
هناك عدة عوامل تعقد الجهود الرامية إلى حل الصراع:
تراجع التفاؤل الإسرائيلي بشأن التعايش السلمي مع الدولة الفلسطينية (26% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أنه ممكن، انخفاضا من 50% في عام 2013).
استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
الانقسامات السياسية الفلسطينية بين حماس وفتح.
عدم الاستقرار الإقليمي والأولويات المتنافسة بين الدول العربية.
لتحقيق تقدم ملموس، قد يحتاج القادة العرب والمجتمع الدولي إلى:
تطوير سرديات جديدة تعالج المخاوف الأمنية الإسرائيلية وحقوق الفلسطينيين.
إحياء الجهود الرامية إلى حل الدولتين، ربما كجزء من التطبيع الإقليمي الأوسع.
زيادة الدعم للحوار والتعاون بين المجتمع المدني الإسرائيلي الفلسطيني.
معالجة الأزمة الإنسانية في غزة لخلق الظروف للتقدم السياسي.
إن حل القضية الفلسطينية من شأنه أن يفتح الباب أمام فوائد إقليمية كبيرة:
تسهيل المزيد من التطبيع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك مع المملكة العربية السعودية.
تقليص قدرة إيران على استغلال الصراع لتحقيق النفوذ الإقليمي.
خلق فرص للتعاون الاقتصادي والتنمية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.