“صحيفة الثوري” – ثقافة وفكر:
يسعدنا أن نقدم لقرائنا في صحيفة الثوري هذا الأسبوع الكتاب الثاني للدكتور مصطفى حجازي، “الإنسان المهدور”، الذي يعد امتداداً لمشروعه الفكري الذي بدأه في كتابه الشهير “التخلّف الاجتماعي الإنسان المقهور “. يتناول حجازي في هذا العمل مفهوم “الهدر”، كظاهرة تتجاوز القهر إلى طمس قيمة الإنسان وحقوقه ووعيه. الكتاب يمثل إضافة مهمة لفهم الأزمات التي تواجه الإنسان العربي، ويدعو للتأمل في أسبابها وسبل تجاوزها. تابعونا لقراءة عرض مفصل للكتاب في زاوية كتاب الأسبوع.
عرض الكتاب
بعد نجاح كتابه “التخلّف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور”، يعود الدكتور مصطفى حجازي في كتابه الجديد “الإنسان المهدور” ليواصل مشروعه الفكري العميق في تحليل واقع الإنسان العربي. يستعرض حجازي في هذا الكتاب مفهوم “الهدر”، الذي يصفه بأنه أكثر خطورة من “القهر”، لكونه يتجاوز السيطرة والإخضاع إلى إنكار وجود الإنسان وقيمته وحقه في الوعي والإبداع والكرامة.
الهدر، كما يطرحه حجازي، يشمل طيفاً واسعاً من أشكال الإقصاء، بدءاً من هدر الدم إلى هدر الوقت والفكر والإبداع. فهو لا يقتصر على الفرد بل يمتد إلى المجتمعات، حيث يعرقل إمكاناتها ويهدر طاقاتها. ويعزو حجازي هذا الهدر إلى عدة أسباب، منها تبعية علم النفس العربي للمنظومة الغربية التي نشأت لخدمة احتياجات المجتمع الصناعي في الغرب، بالإضافة إلى نظام المحظورات الفكرية والسياسية في العالم العربي، الذي يمنع الباحثين من تناول القضايا المصيرية بحرية.
يتألف الكتاب من تسعة فصول ومقدمة، ويستعرض الفرق الجوهري بين “القهر” و”الهدر”. القهر، رغم ما ينطوي عليه من سيطرة، يعترف بوجود الآخر ضمن شروط التبعية، بينما الهدر ينكر وجود الآخر وقيمته كلياً. يقدم حجازي مثالاً معاصراً على الهدر في ظاهرة “العولمة”، التي تُفقد الإنسان انتماءه القومي وهويته الثقافية، وتُلحِقه باقتصاد السوق العالمي بدلاً من التركيز على الاقتصاد المحلي.
الكتاب ليس فقط دراسة علمية، بل هو صرخة إنسانية لفهم الجذور النفسية والاجتماعية للأزمات التي يواجهها الإنسان العربي. حجازي يقدم رؤية شاملة حول كيف تتحول مجتمعاتنا إلى مساحات تُهدر فيها الطاقات البشرية تحت وطأة أنظمة سياسية واقتصادية تهدف إلى طمس الكرامة الإنسانية.
“الإنسان المهدور” دعوة للتفكير النقدي في واقعنا العربي، وفرصة لفهم أعمق للكيفية التي يمكن من خلالها مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد الإنسان في قيمته ومعناه ووجوده. الكتاب يمثل امتداداً لمشروع حجازي في فهم طبيعة الإنسان العربي وسبل نهوضه من واقع الهدر والتهميش إلى آفاق جديدة من التحرر والوعي والإبداع.
رابط قراءة أو تحمل الكتاب من هنــا