صحيفة الثوري – تقارير
في خطوة تصعيدية جديدة في الأزمة السودانية، أعلنت الولايات المتحدة، ٲمس الثلاثاء، فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، وذلك على خلفية اتهامات بارتكاب فظائع واسعة النطاق ضد المدنيين في السودان.
وجاء قرار فرض العقوبات بعد تحقيق أجرته الولايات المتحدة خلص إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت “إبادة جماعية” في إقليم دارفور، حيث وثقت عمليات قتل منهجية لرجال وفتيان واغتصاب نساء وفتيات من مجموعات إثنية معينة.
تفاصيل العقوبات
تجميد الأصول: تشمل العقوبات تجميد جميع الأصول التي يملكها حميدتي أو التي يسيطر عليها داخل الولايات المتحدة، ومنع أي شخص أو مؤسسة أمريكية من التعامل معه.
حظر السفر: يحظر على حميدتي السفر إلى الولايات المتحدة، كما يمنع المواطنون الأمريكيون من إجراء أي معاملات معه.
عقوبات على الشركات المرتبطة: طالت العقوبات سبع شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع، وذلك لدورها في تمويلها وتزويدها بالمعدات العسكرية.
فرض العقوبات:
الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان: تعتبر الولايات المتحدة أن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، بما في ذلك الاغتصاب والقتل العمد، تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
عرقلة عملية الانتقال الديمقراطي: ترى واشنطن أن تصرفات حميدتي وقواته تساهم في زعزعة الاستقرار في السودان وتقويض جهود بناء دولة ديمقراطية.
ضمان المساءلة: تهدف العقوبات إلى الضغط على حميدتي ودفع قواته إلى وقف الأعمال العدائية والمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
جرائم الاغتصاب
بدورها أفادت المسؤولة الحكومية السودانية سليمة إسحق محمد الخليفة أنها وثقت 554 حالة اغتصاب ارتكبها مقاتلون في قوات الدعم السريع بين نيسان/أبريل 2023 تاريخ اندلاع الحرب بين الطرفين وكانون الأول/ديسمبر 2024.
وأوضحت سليمة الخليفة أن هذا الرقم ٲقل من الواقع بكثير مؤكدة “هناك عدة عوامل تمنع تسجيل كل الحالات، وهي أن هناك ولايات معزولة تماما مع قطع الاتصالات وعدم تبليغ معظم النساء عن الاغتصاب بسبب الوصم الاجتماعي. وهناك أماكن لا توجد بها أصلا رعاية صحية”.
وقالت المسؤولة الحكومية إنه بين أيلول/سبتمبر 2023 ونيسان/أبريل 2024، وافقت السلطات على 36 عملية إجهاض لنساء اغتصبهن عناصر في قوات الدعم السريع معظمهن في العاصمة الخرطوم وأنه في الآونة الأخيرة، تم إجراء 10 عمليات إجهاض لنساء نازحات من ولاية الجزيرة، حيث أبلغ شهود عيان عن سلسلة هجمات دامية لقوات الدعم السريع.
وتتطلب عمليات الإجهاض في السودان الحصول على موافقة قانونيةويسمح بها فقط في حالات الحمل المترتب عن الاغتصاب أو حالات الحمل بجنين غير قابل للحياة أو وجود مضاعفات تهدد حياة الحامل.
كما وثقت بعثة تابعة للأمم المتحدة أدلة على “انتشار العنف الجنسي والعنف القائم على أساس الجنس” في السودان”.
وقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزح أكثر من ثمانية ملايين داخليا، منذ اندلاع الحرب نيسان/أبريل 2023. وهو ما جعل البلاد مسرحا لأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم ودفع السكان نحو المجاعة. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى المساعدة بعد 20 شهرا من الحرب.
ردود الفعل
أكدت الولايات المتحدة أنها لا تدعم أي من الطرفين المتصارعين في السودان، وأن العقوبات تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
بالمقابل قوات الدعم السريع لم يصدر أي رد رسمي من قوات الدعم السريع حتى الآن على فرض العقوبات.
رحبت منظمات حقوق الإنسان بفرض العقوبات، واعتبرتها خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة للمدنيين السودانيين.
آثار العقوبات
من المتوقع أن تؤدي العقوبات إلى زيادة الضغط على حميدتي وقوات الدعم السريع، وقد تساهم في عرقلة قدرتهم على الحصول على الأسلحة والتمويل. ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت العقوبات ستكون كافية لإنهاء الصراع في السودان.