(دمشق) – “صحيفة الثوري”:
أثارت التعديلات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم في الإدارة الجديدة بسوريا على المناهج الدراسية جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية. وفي بيان أصدره الوزير نذير القادري، أكد أن هذه التعديلات تهدف إلى “حذف ما يمجّد النظام السابق وتصحيح معلومات مغلوطة”.
وتم نشر قائمة التعديلات عبر صفحة الوزارة على “فيسبوك”، حيث شملت إلغاء نصوص وقصائد تتعلق بالنساء والغزل، فضلاً عن نصوص مرتبطة بمواضيع ثقافية مثل دار الأوبرا. كما تم تعديل بعض محتويات دروس التاريخ القديم لاستبدال كلمات مثل “إله” بتعبيرات أخرى.
وفي مادة التربية الإسلامية، شملت التعديلات تعديل تفسير جزء من آية “المغضوب عليهم ولا الضالين” في سورة الفاتحة، بحيث تم تغيير التفسير من “الذين ابتعدوا عن طريق الخير” إلى “اليهود والنصارى”. كما تم استبدال عبارة “أن يبذل الإنسان روحه في الدفاع عن وطنه” بعبارة “أن يبذل الإنسان روحه في سبيل الله”.
وأثارت هذه التعديلات انتقادات واسعة، حيث اعتبر الصحافي والناشط شيار خليل أن “التعليم المبني على أيديولوجيات متطرفة قد يؤدي إلى إنتاج أفراد يحملون أفكاراً تهدّد الأمن الإقليمي والدولي”، معتبراً أن هذه التعديلات تمثل تهديداً لمستقبل سوريا.
من جانبه، وصف الصحافي زياد حيدر التعديلات بـ”الإعدامات التعليمية”، محذراً من أن الدول قد تعيد النظر في علاقاتها مع هيئة تحرير الشام، التي تشرف على هذه التعديلات، بسبب ما وصفه بـ”استهداف فئات دينية بعينها”.
في ردٍ على هذه الانتقادات، أكد وزير التربية نذير القادري أن المناهج الدراسية ستظل على حالها حتى يتم تشكيل لجان متخصصة لمراجعتها. وأوضح القادري أن التعديلات اقتصرت على “حذف ما يتعلق بتمجيد النظام السابق واستبدال صور علم النظام بعلم الثورة السورية”.
كما أعلن القادري عن إلغاء مادة التربية الوطنية من المناهج لهذا العام، موضحاً أن القرار جاء بسبب “احتواء المادة على معلومات خاطئة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد”.
ويعتقد بعض المراقبين أن هذه التعديلات قد تؤثر على علاقات الإدارة الجديدة مع بعض الدول والمنظمات الدولية، في ظل الانتقادات التي تطال هيئة تحرير الشام التي تسيطر على مناطق في شمال سوريا وتتهم بترويج أفكار متشددة.