(عدن) – “صحيفة الثوري” – متابعة خاصة
دائماً وأبدا، تُثبت لنا الحياة أن التحديات والظروف الصعبة هي التي تصنع الأبطال وتصقل المعادن. في الميادين الرياضية كما في الحياة، لا تترك المعاناة خياراً سوى الصمود أو الإنكسار، وبالأمس قدم لنا لاعبو منتخبنا الوطني درساً في التحدي والإصرار، إذ نجحوا في الوقوف سداً منيعاً أمام نجوم المنتخب السعودي، الذين يتمتعون بكل الإمكانيات.
من بين أبطال هذا المشهد، يبرز أسم عمر منصور، المعروف بـ (جولان)، نجم نادي التلال والمنتخب الوطني. هذا اللاعب لم يكن طريقه مفروشاً بالورود، بل جاء من قلب المعاناة ليؤكد أن العزيمة تتغلب على كل الصعاب. قبل إنضمامه إلى قائمة المنتخب، كان (جولان) يقتات على مهنة بسيطة، إذ يعمل صباحاً على (بسطة) يبيع فيها السمك ليعيل أسرته، ثم يهرع مساءً للتدريبات مع ناديه التلال، متحملاً إرهاق العمل وضغط التمارين، في رحلة شاقة لتحقيق أحلامه.
وفي مباراة أمس أمام المنتخب السعودي، أثبت (جولان) أن المعاناة تصنع الأبطال. ظهر كمحارب شرس، يدافع بشراسة ويهاجم بثقة، متفوقاً على نجوم يعيشون حياة الرفاهية والبذخ. كان وجوده في الميدان رسالة واضحة: الإمكانيات ليست كل شيء، بل العزيمة والتحدي هما الأساس.
ما قدّمه (جولان) أمس هو نموذج يعكس الحاجة الملحة لدعم الرياضة الوطنية. إذا توفرت للرياضيين المحليين الإمكانيات والمعسكرات المناسبة، فإنهم قادرون على مقارعة الكبار وتحقيق الإنتصارات في أصعب المواجهات.
إن قصة (جولان) ليست مجرد قصة رياضي، بل هي درس في الحياة، يدعونا إلى أن نؤمن بأحلامنا ونتمسك بها رغم كل العقبات. الدعم الحقيقي لرياضتنا هو الاستثمار في هذه المواهب الصاعدة التي تُعيد لنا الأمل وتصنع المجد.