(عدن) – “صحيفة الثوري”:
كشفت ورشة عمل عُقدت أمس الثلاثاء في العاصمة المؤقتة عدن، عن تدهور خطير في حالة منارة عدن التاريخية، حيث أكدت الدراسات والمسوحات الهندسية أن المنارة تعاني من ميلان متزايد يهدد بانهيارها.
جاء ذلك خلال الورشة العلمية التي نظمتها الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية بعدن بالشراكة مع السلطة المحلية بمديرية صيرة، بعنوان: “منارة عدن التاريخية – التحديات والحلول”.
وناقشت الورشة التي نُظمت برعاية وزير الدولة محافظ محافظة عدن أحمد لملس، على مدى يومين، بمشاركة رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية بعدن ناصر عبدالرزاق، ومدير عام المكتب التنفيذي لصندوق التنمية والمهارات كتبي عمر كتبي، وعدد من الاكاديميين بجامعة عدن، الوضع الحالي للمنارة التاريخية، والحلول المقترحة لوقف ميلانها، والمخاطر التي قد تنتج عنها.
وأظهرت الورشة، أن نسبة ميلان المنارة قد أرتفعت من 69 درجة في عام 2012 إلى 75 درجة حالياً، مما يشكل خطراً جسيماً على هذا المعلم التاريخي الهام.
وشهدت الورشة حضور متخصصين في الهندسة والجيولوجيا والتاريخ، فيما غاب عنها ممثلون عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف، وكذلك أبرز المراكز والجمعيات الثقافية في عدن، مما أثار تساؤلات حول مدى التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية بالحفاظ على التراث.
وأكد وديع أمان، مدير مركز تراث عدن ورئيس ملتقى الحفاظ على المعالم الأثرية بعدن، أن الهدف الرئيسي من أي مشروع لمعالجة المنارة يجب أن يكون معالجة الميلان، وليس الاكتفاء بترميم المظهر الخارجي وتجميل محيطها.
وأشار إلى أن الأنابيب القديمة والمتهالكة للمياه والمجاري، التي تمر بالقرب من المنارة، قد تكون السبب الرئيسي في ميلانها، نتيجة لتسرب المياه وخلخلة التربة.
وطالب أمان الجهات القائمة على أي مشروع مقترح للمنارة، بنشر توضيح رسمي يؤكد أن الهدف الرئيسي هو معالجة الميلان، لطمأنة المهتمين بالتراث والتاريخ في عدن.
يُذكر أن هناك خلافات حول حدود الصلاحيات بين هيئتي الآثار والمتاحف والمدن التاريخية، وهما تابعتان لوزارة الثقافة، مما يثير القلق حول الجهة المسؤولة عن أعمال الصيانة والترميم للمعالم الأثرية والتاريخية في البلاد.
وتعد منارة عدن أحد المعالم التاريخية لمدينة كريتر بالعاصمة عدن، يفيد بعض المؤرخين إلى أن بنائها يعود إلى قبل حوالي 1200 عام، وأنها كانت منارة لمسجد قديم تهدم. وتقوم المنارة على قاعدة مضلعة وتأخد شكلاً مخروطياً مثمن الأضلاع، ويقدر طولها كاملاً حوالي 21 متر مقسمة على ستة طوابق، ويوجد بها سلم دائري حلزوني يبلغ عدد درجاته 68 درجة.