(الرياض)– “صحيفة الثوري” :
عقد مجلس القيادة الرئاسي، اليوم في الرياض اجتماعًا برئاسة الرئيس رشاد العليمي، وبحضور جميع أعضائه، لبحث آخر المستجدات على الساحة الوطنية، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية، التنموية، والخدمية التي تشهد تفاقمًا ملحوظًا في ظل استمرار الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.
واستعرض المجلس تقارير حكومية حول تنفيذ الإصلاحات الشاملة والقرارات الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار، وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، مع الإشارة إلى العقبات التي تواجه الوفاء بالالتزامات المالية للدولة، بما في ذلك دفع رواتب الموظفين وضمان استيراد السلع الأساسية.
وأكد المجلس أهمية التعاون مع الحلفاء الدوليين الرئيسيين، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وشركاء دوليين مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، لتعزيز الأهداف المشتركة التي تدعم السلام والأمن والاستقرار في البلاد.
تأتي هذه التطورات وسط أزمة اقتصادية خانقة، حيث يواجه الريال اليمني انهيارًا مستمرا أمام العملات الأجنبية، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية. يعاني المواطنون من تداعيات غلاء الأسعار، في وقت أصبحت فيه الرواتب لا تكفي لتغطية احتياجات الأسرة لأيام معدودة، ما يفاقم معاناة الأسر المتوسطة والفقيرة على حد سواء.
يعيش البلد حالة من الجمود السياسي والعسكري، بين تصعيد جماعة الحوثي وتحشيداتها على جبهات القتال باتجاه البيضاء والضالع وتعز ومأرب، وكذا التهديد بقصف أنابيب النفط وخطوط الملاحة الدولية وعدم تحقيق اختراق ملموس في مسار السلام. هذه الحالة من اللا حرب واللا سلام تضع البلاد في مأزق خطير، حيث تتشابك التحديات الاقتصادية والإنسانية مع غياب الحلول المستدامة، مما يترك المواطن في مواجهة مصيره دون دعم كافٍ.
في ظل هذه الظروف، دعا المجلس إلى دعم دولي عاجل لخطة إنقاذ اقتصادي شاملة، تشمل مواجهة آثار التصعيد الحوثي، وضمان استدامة توفير الخدمات الأساسية، إلى جانب مواصلة جهود الإصلاحات وتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.
و تظل الأوضاع في اليمن عالقة بين تصعيد عسكري، وأزمة اقتصادية خانقة، وتطلعات شعبية لإنهاء الصراع واستعادة مؤسسات الدولة والتنمية.