“صحيفة الثوري” – يورونيوز :
بكى ملك الملاعب الترابية، رافاييل نادال، يوم الثلاثاء وهو يعلن اعتزاله اللعبة التي منحته شهرة عالمية وألقابًا لا تُحصى، وأبكى معه كل من واكب مسيرته من خصوم ومحبين.
وفي وداع مليء بالعواطف، أقيمت مراسم خاصة في نهائيات كأس ديفيز، حيث شهد الجمهور اللحظة التاريخية على أرض الملعب، بعد خسارة نادال أمام الهولندي بوتشيتش فان دي زاندشولب.
تزينت الشاشات بعرض أبرز محطات مسيرته الحافلة، تخللتها شهادات مؤثرة من زملائه ومنافسيه الكبار: روجر فيدرر، ونوفاك ديوكوفيتش، وسيرينا ويليامز، إلى جانب نجوم عالميين آخرين مثل سيرجيو جارسيا وديفيد بيكهام.
نادال: “أتمنى أن يتذكرني الناس كشخص جيد”
قال نادال ممازحًا الجمهور: “خسرت مباراتي الأولى في كأس ديفيز، وخسرت مباراتي الأخيرة. هكذا أغلقت الدائرة”. وأضاف: “ربما يتذكر الناس الألقاب والأرقام، لكن ما أود أن يتذكرني به الجميع هو أنني مجرد طفل من قرية صغيرة في مايوركا، اتبع أحلامه وعمل بجهد”.
فيدرر وديوكوفيتش يودعان أسطورة التنس
في رسالة عبر منصة “إكس”، كتب روجر فيدرر:
“لقد هزمتني أكثر مما هزمتك، وجعلتني أعيد تخيل لعبتي مرارًا. شكراً لأنك كنت منافسًا استثنائيًا وصديقًا مميزًا. سأظل دائمًا من أكبر مشجعيك”.
أما نوفاك ديوكوفيتش فقد نشر صورة تجمعهما على “إنستغرام” وعلق قائلاً: “سيفتقدك التنس”.
رحلة أمجاد بدأت مبكرًا
بدأ نادال مسيرته الاحترافية في سن 14، وتألق في ويمبلدون عام 2003 بعمر 17 عامًا. وفي العام التالي، أصبح جزءًا من الفريق الإسباني الفائز بكأس ديفيز، بينما فاز بأول لقب كبير له في بطولة فرنسا المفتوحة عام 2005، بعد يومين فقط من بلوغه 19 عامًا.
خلال عقدين من الزمن، حقق نادال 92 لقبًا، من بينها 22 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى، إلى جانب ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين.
وداع لن يُنسى
من عصبة رأسه الشهيرة إلى ضرباته الساحقة بيده اليسرى وسلوكه النبيل، ترك نادال بصمة لا تُمحى في عالم التنس. وكما قال أحد عشاقه: “لم يكن نادال مجرد لاعب، بل كان أيقونة”.
ختامًا، طوى نادال صفحة استثنائية في عالم الرياضة، تاركًاإرثًا خالدًا لن يمحوه الزمن.