آخر الأخبار

spot_img

مباراة فرنسا وإسرائيل: بين التوترات الأمنية والانقسامات السياسية

“صحيفة الثوري” – رياضة:

في إطار منافسات دوري الأمم الأوروبية، شهدت مباراة فرنسا وإسرائيل، التي أقيمت يوم أمس الخميس في ملعب “ستاد دو فرنس”، أجواءً مشحونة بالتوترات السياسية، حيث كانت الساحة الرياضية مسرحاً لعرض الانقسامات الاجتماعية والسياسية الحادة.

ورغم أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي 0-0، ما ضمن تأهل فرنسا إلى ربع النهائي، فإن ما طغى على الحدث هو الغياب الكبير للجماهير والمخاوف الأمنية التي ألقت بظلالها على اللقاء.

الملعب، الذي يتسع لـ80 ألف متفرج، شهد أقل حضور منذ افتتاحه في عام 1998، حيث بلغ عدد الحضور 16,611 مشجعاً فقط. ويرجع ذلك إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات الفرنسية، حيث تم تخصيص أكثر من 2500 شرطي لتأمين المباراة، فضلاً عن وجود مشاهد من الاحتجاجات الشعبية ضد استضافة المباراة.

مشجع يرفع علم فلسطين وسط مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مواجهة فرنسا وإسرائيل الخميس (د.ب.أ)

وفي الوقت الذي كان الجمهور الإسرائيلي محدوداً، كانت هناك هتافات من بعض الحاضرين لدعم الرهائن المحتجزين من قبل حركة “حماس”، إضافة إلى اعتراضات أخرى رافضة لمشاركة إسرائيل في الفعاليات الرياضية العالمية.

وكانت بعض وسائل الإعلام قد أطلقت على المباراة وصف “المنصة السياسية”، معتبرةً أن اللقاء لم يكن مجرد حدث رياضي بل فرصة لعرض الانقسامات الداخلية للمجتمع الفرنسي. ونشرت صحيفة “سو فوت” الفرنسية مقالاً بعنوان “فرنسا – إسرائيل: لأن كرة القدم دائماً سياسية”، معتبرة أن المباراة ستظل في الذاكرة بسبب تداخل الرياضة مع السياسة في ظروف استثنائية.

من جانبها، عبرت الصحف العالمية مثل “الغارديان” و”ليكيب” عن استنكارها للظروف المحيطة بالمباراة، حيث سجلت الصحيفة البريطانية حدوث اشتباكات بين بعض الجماهير في المدرجات، بينما أفادت “ليكيب” بأن الحضور كان محبطاً للغاية، مع غياب الأجواء الرياضية الحقيقية.

وتأتي هذه المباراة في وقت حساس، حيث ما تزال تداعيات النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي تؤثر بشكل كبير على مختلف الفعاليات، مما جعل اللقاء مثار جدل سياسي واسع النطاق داخل وخارج فرنسا.