صحيفة الثوري – شؤون حزبية:
أعرب رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني عن بالغ حزنه وألمه لوفاة فقيد الوطن المناضل محمد يحيى الحداد (فارع)، الذي وافته المنية في 5 نوفمبر 2024 عن عمر ناهز 70 عاماً.
وفي بيان رسمي، استذكر رئيس اللجنة المركزية المسيرة النضالية الطويلة للفقيد الحداد، الذي عُرف بإسهاماته الوطنية والتزامه بقضاياه الوطنية والحزبية طوال حياته. وأكد أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للوطن وللحزب الاشتراكي اليمني، مشيداً بدوره في خدمة القيم الوطنية والعدالة الاجتماعية.
نص التعزية:
بسم الله الرحمن الرحيم
بحزن بالغ وألم عميق تلقيت نبأ وفاة فقيد الوطن الرفيق محمد يحيى الحداد في 5/11/2024م عن عمر ناهز 70 عاماً، تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
بهذه المناسبة الحزينة، أعود بالذاكرة إلى عام 1969 من القرن الماضي، حيث انتسب الفقيد إلى الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، وتسلمتُ شخصياً مسؤولية عضويته في إحدى الخلايا الحزبية بمدينة إب. كما أذكر دوره الفاعل أيام انتخابات مجلس الشورى عام 1970، عندما كان مرشح الحزب عن مدينة إب. كان الراحل الكبير عبد الحفيظ بهران، حيث وقفت السلطات الأمنية والسياسية ضد ترشيحه، بالرغم من ترشحه مستقلًا، تحت مبررات انتسابه للحزب الديمقراطي الثوري اليمني.
كانت نتائج الانتخابات مقلقة ومزلزلة لأجهزة السلطة على مستوى إب وصنعاء، فقد حصد عبد الحفيظ بهران 2800 (ألفين وثمانمائة) صوت، بينما حصل المرشحون الآخرون على النحو التالي:
1- الأستاذ محمد الراشدي، وهو أستاذ فاضل وصديق شخصي لي، حصل على 60 صوتاً (ستين صوتاً)، مع العلم أنه كان مرشح الإخوان المسلمين.
2- المشايخ والأساتذة الأجلاء، وأبرزهم الشيخ علي إسماعيل باسلامة، والأستاذ عبد السلام العنسي، ومحمد أحمد السلاط، وآخرون حصلوا على أرقام تالية للراشدي.
صدرت الأوامر من صنعاء بإلغاء انتخابات مدينة إب، وإعلان المرشحين من بقية المحافظة، باستثناء مدينة إب. وكان رد الفعل الشعبي والجماهيري والسياسي إعلان العصيان المدني. وعلى مدى ثلاثة أيام أصيبت مدينة إب بشلل تام، ومنعت السيارات القادمة من صنعاء والآتية من تعز من المرور عبر مدينة إب، والجماهير تتجمهر في الخطوط جميعا.
كان فقيدنا هذا اليوم، المناضل محمد يحيى الحداد، بحكم مسؤوليته عن أصحاب الطواحين وأصحاب الحطب، ومعه محمد شرف زبيبة وعبد الكريم باسلامة، قد أعلنوا الإضراب ضمن العصيان المدني. وعلى مدى ثلاثة أيام، لم يُبع حطب ولم تعمل الطواحين.
كان محافظ إب في حينه الشيخ أمين عبد الواسع نعمان قد بذل جهداً بإقناع القاضي عبد الرحمن الإرياني، رئيس المجلس الجمهوري والمسؤولين في صنعاء، قائلاً إن إب كلها مع عبد الحفيظ بهران، ويجب أن لا تخلقوا مشكلة من العدم. ورد القاضي أنه يعرف بنجاح بهران، ولكن المسؤولين في صنعاء يرفضون رفضًا قاطعاً.
أرسلت صنعاء لجنة لتقصي الحقائق برئاسة القاضي محمد إسماعيل الحجي وعضوية وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني. وحين وصلت اللجنة إلى مدخل إب الشمالي من جهة السحول، وجدت كل الطرق مغلقة أمام العابرين. وحين سمعت الجماهير بوجود اللجنة، تجهزوا لها وطوقوها بهتافاتهم: “ابن اليمن البار عبد الحفيظ بهران”. فاتصل القاضي الحجي بصنعاء مؤكداً أن إب بالإجماع مع عبد الحفيظ بهران، فأمر القاضي بإذاعة اسم عبد الحفيظ بهران من الإذاعة منتخبًا عن مدينة إب في مجلس الشورى.
كان الفقيد الراحل محمد يحيى الحداد واحداً ممن كرمهم الحزب لنشاطهم الفعال والخلاق أثناء فترة الانتخابات. أذكر ممن حوله الذين جرى تكريمهم: منصور عمر الموفق، محمد شرف زبيبة، علي محمد الصباحي، عبد الرحمن بن علي عبد الله الحداد، محمد زين العودي، محمد علي القحصة، محمد يحيى الهبوب، أحمد الموشكي، قاسم عميقة، يحيى الشعيبي، وآخرين لم أعد أذكرهم.
أذكر أيضا حادثة المضاربة التي حصلت بين الرفيق محمد يحيى الحداد (فارع) والرفيق قاسم محمد صالح (سكرتير أول منظمة الحزب في مديرية جبلة قبل مجيء صالح دحان).
سيأتي الوقت إن شاء الله لاستكمال قصة الحياة النضالية للرفيق الحداد في ظروف العمل السري، والملاحقات، والاعتقالات التي لم تتوقف حتى قيام الوحدة اليمنية. ورغم عودة القمع والمطاردات أثناء حرب 1994 المشؤومة، فقد رفض تسليم بطاقته الحزبية، ورفض الانتساب إلى المؤتمر الشعبي العام أو التجمع اليمني للإصلاح، وهما حلفاء الحرب الظالمة، رغم ما تعرض له من الأجهزة القمعية التي قامت بأوسع حملة إرهابية، مستخدمة كل وسائل العنف لإجبار أعضاء الحزب الاشتراكي على إعلان تخليهم عن عضويته والالتحاق بحلفاء الحرب.
أعتذر عن تأخير التعزية لظروفي الصحية.
يحيى منصور أبو أصبع
رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني