صحيفة الثوري – ثقافة:
عبدالحكيم الفقيه
لا لهذا الزمان المفخخ بالرعب
لا للغناء على طلل من غبار
أترتد أمنية للعبور على طرق الجمر
هل سيطول الخريف
تغوص بماء الذي فات دوامة من ضجيج المكان
وينكسر الوقت مثل الزجاج
ألوم مدار النجوم قليلا
واقطف من شجر الحزن وردته
وأذود عن الوطن المستباح
بلاد مدججة بالخصومة تسأل عن غدها في ممر النعوش
عصافيرها رجفة
والمدى شاحب
والحروف انكسار
يعبر العابرون على ظلهم
والمسار انحسار
أي شوق تزف به الروح
والريح مأسورة
والشذى يحتويه الغبار
إذا أنكسر الوقت رممه وجع الأغنيات
وهاجر من صمته الناي صوب شعاب البكاء
قافر في مداه المدى
موحش في المساء السكون
هنا تستحم بأدمعها الكلمات
وتنجرف الأرض من أنة في اللغات
سدى يفرد القلب أجنحة ويطير
المكان استكان
ونبض الزمان أسير
بين ماذا وماذا قبائل من قلق وجيوش معبأة بالفراغ
المدائن مشلولة والقرى شبه واجمة
والدروب ظلال الرواغ
لا جديد سوى ورم في الفؤاد
وآه مرقرقة في سواقي الكلام
وهم تكثف بين ثنايا الدماغ
يعبر الحب فوق جسور التمني
ويرتد رجعا لأغنية هاربة
جفف القلب أوجاعه
وتململ في اللحظة الشائبة
يلحق الحلم أنثاه
أنثاه فاتنة غائبة
أي شمس بليل طويل
ستجعل ساعتنا ذائبة؟
الوجود يضيق على الكائنات
ادلهم الشعاع
تجهم وجه المكان
وحاصرت اللحظات دقائقها
وتفشى الزمان الرقيب
السماوات أرفع من كل هذا الجحيم المشيد باسم السماء
إنما
كلما يقهرون الشموع يجيء الحريق
إذن ستلوح الطريق
أيها الوطن الحلم كيف أبتعدت
أتتركنا للعذاب العذابْ؟
الينابيع موث
وكل التراب يبابْ
سندخر الأمنيات قليلا
ونخلق أنقى سحابْ
صنعاء – 2007