(عدن) – صحيفة الثوري :
تشهد لعاصمة المؤقتة عدن تدهورًا غير مسبوق في الخدمات الأساسية مع انهيار العملة المحلية، مما يفاقم معاناة المواطنين في ظل عجز حكومي واضح عن تقديم حلول فعالة. حذرت مؤسسة المياه في عدن من انقطاع المياه عن المنازل خلال 24 ساعة إذا لم يتوفر الوقود اللازم لتشغيل الآبار، وأفادت مصادر في كهرباء عدن باستمرار انقطاع التيار الكهربائي بمعدل 20 ساعة يوميًا، مما دفع الجهات المعنية لمناشدة رئيس الحكومة بالتدخل السريع.
وتواجه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أزمة مالية خانقة، أدت إلى تأخر صرف رواتب الموظفين لأكثر من شهرين وعدم تأمين الوقود لمحطات الكهرباء، حيث سجلت قيمة الريال اليمني تراجعًا حادًا بلغ 2056 ريالًا مقابل الدولار. ويعاني الاقتصاد من تضخم مرتفع، مع إنفاق الأسر أكثر من 60% من دخلها الشهري على الغذاء. بحسب تقرير للبنك الدولي ولكن الحقيقة التي يجب الإشارة إليها هي أن دخل الموظف اليمني لم يعد يغطي سوى احتياجاته الأساسية لمدة لا تتجاوز عشرة أيام في الشهر، حيث إن أعلى الرواتب لا تتجاوز 400 ريال سعودي، فيما يحصل الغالبية العظمى على رواتب بين 200 و300 ريال سعودي، وأقل من ذلك للموظفين ذوي الدرجات الدنيا. هذا الوضع يترك أغلب المواطنين في مواجهة مصاعب كبيرة لتغطية نفقات الطعام فقط، بينما تصبح بقية الاحتياجات شبه مستحيلة.
ورغم محاولات الحكومة تأمين دعم خارجي، مثل الوديعة السعودية بقيمة 300 مليون دولار في يونيو الماضي، إلا أن الأوضاع المالية المتردية حالت دون أي تحسن ملموس. ووجهت انتقادات للحكومة لعدم قدرتها على تبني رؤية فعالة للخروج من الأزمة، محذرين من أن استمرار هذا الوضع ينذر بشلل مؤسسات الدولة وزيادة معاناة المواطن البسيط، الذي بات يواجه مستقبلاً غامضًا في ظل الفقر المتزايد وانعدام الأمن الغذائي.
المشهد في عدن يبرز الحاجة لتدخل عاجل يعالج جذور الأزمة بشكل جذري، وإلا ستظل المدينة وسكانها تحت رحمة الحلول المؤقتة التي لم تعد كافية لمواجهة التحديات المتفاقمة.