(الثوري) – كتابات :
محمد سعيد عبد الله (محسن)
تحل الذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، حيث نستعيد معها ذكرى أبطال قدموا الغالي والنفيس من أجل حرية وطنهم. من بين هؤلاء الأبطال، يأتي اسم فضل محسن عبدالله يافعي، المعروف بـ”معروف”، كأحد فرسان هذه الثورة ورمزًا من رموز الحركة الوطنية والعمالية اليمنية. كان من مؤسسي الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن ومن القادة الفدائيين والنقابيين البارزين في عدن خلال فترة الكفاح المسلح.
عرفت فضل محسن لأول مرة في دار سعد في 1965، برفقة المناضلين الشهداء عبد الفتاح إسماعيل، محمد صالح عبدالله “مطيع”، ويوسف علي بن علي. آنذاك، لم أكن أعرف اسمه الحقيقي أو أصله. مثل معظم المناضلين، انحدر فضل من أسرة فقيرة، وبرز كمدرس وناشط نقابي مميز. كان مقدامًا وشجاعًا في العمليات الفدائية، مثل هجومه على المطار العسكري في خور مكسر، وتصدره المسيرات والمظاهرات في شوارع عدن.
بعد الاستقلال، تقلد فضل العديد من المسؤوليات القيادية، منها أول محافظ للمحافظة الرابعة (شبوة حاليًا) بموجب مرسوم رئاسي صادر في 17 ديسمبر 1967. شغل مناصب بارزة، منها وزير المالية، رئيس المجلس الأعلى للرياضة، ووزير الزراعة. ورغم التحديات والخلافات التي واجهته، كان ناجحًا في قيادته لهذه المهام.
عند قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، عين وزيرًا للتجارة والتموين. لكن حرب صيف 1994 أضافت إلى معاناته، حيث واجه خصومًا من داخل الحزب الاشتراكي ومن خارجه نتيجة مواقفه وآرائه. عاش فضل حياة مليئة بالتحديات والمآسي، بدءًا بإصابة ابنه خلدون بحادث مؤلم، وفقدانه ابنته وهاد، واستشهاد ابنه القبطان عماد في حرب 1994، بالإضافة إلى فقدان العديد من رفاقه، منهم الشهيد عبد الفتاح إسماعيل.
فضل محسن عاش حياة مليئة بالتضحية والألم. فقد زوجته الأولى لطيفة إسماعيل، التي كانت سندًا له في كل الظروف، ثم فقد زوجته الثانية نبيلة عون، وحفيدته أميرة جهاد فضل محسن التي رحلت في 2022.
ختامًا، أتمنى للمناضل فضل محسن عبدالله الشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية.
*12 أكتوبر 2024