“الثوري” – كتابات
مصطفى ناجي
تنفرط سبحة الجماعات التابعة لإيران وتتغير المعادلة في المنطقة. كلٌّ يعود إلى حجمه الطبيعي، وأقل من الطبيعي، خصوصاً الدول والجماعات التي أهدرت لسنوات طويلة مقدرات بلدانها وعاشت على تعظيم وإثمار العداوات.
إن ثمن بقاء إيران بلداً واحداً وتحت نظام واحد هو التخلي المجاني عن كل الأذرع الإقليمية دفعة واحدة. لا يوجد بلد لديه انقسامات هوياتية تهدد وجوده أكثر من إيران. سنوات نظام الملالي جعلت إيران هشّة ضعيفة بلا مناعة داخلية، وثمن الحفاظ على معادلة دولة إيران هو الموافقة على سحق التوابع الطائفية المحيطة بها، من أفغانستان إلى نيجيريا مروراً بالمنطقة العربية.
قد تتحرك ملفات المنطقة وتتزحزح، وقد يتحرك الملف اليمني ويعود العمل بخارطة السلام. لذا على الحكومة اليمنية أن تعيد حساباتها بشكل عاجل على وجهين: أولاً، إعادة هندسة علاقتها بالرعاة الإقليميين حفاظاً على المصالح واستعداداً لمرحلة إعادة الإعمار وللحيلولة دون الانزلاق المهين في شرق أوسط جديد.
ثانياً، العمل على صياغة جديدة لـ”سلام” يعيد الجمهورية اليمنية ويحافظ على سلامة البلد من الميْلَشَنة وشرعنة التطييف، ويؤسس لسلام مستدام وسلم اجتماعي دون الغرق في العرقنة واللبننة.