” الثوري” – كتابات:
علي المقري
مؤسفٌ ما يحدث لإرث شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني من قِبَل جماعة صنعاء وهيئة كتابها، التي كنا نظن أن رئيسها سيُرجّح كفة الشاعر فيه على اتباع هوى الجماعة. وها هو الآن يظهر مستنكراً ما قاله توفيق الحرازي، أحد قراء البردوني لأكثر من عشر سنوات، للصحافي القدير عبد الله الصعفاني.
يعرف كثيرون، وأنا منهم، أن توفيق الحرازي رافق البردوني حتى أيامه الأخيرة من خلال كتابة المقالات والقصائد التي كان الشاعر يمليها عليه، ولهذا فإن تصريحاته يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. فقد نقل الصعفاني عن الحرازي قوله إن “البردوني ذكره بالاسم مع آخرين ضمن قصيدة، لكن هذه القصيدة اختفت أو صودرت عمداً من الديوان الذي طبعته الهيئة العامة للكتاب، وأن للبردوني قصائد بخط يد توفيق الحرازي لم يبق لها أثر”.
وهو ما أشرنا إليه في منشورات سابقة، وكتب كثيرون حينها أن هناك قصائد نُشرت في ديوانين نسبتهما الهيئة للبردوني، وهي قصائد من غير الممكن أن يكون الشاعر الراحل قد كتبها، خاصة وأن بعضها يتعارض مع رؤاه الفكرية المعروفة.
وبسبب هذا الجدل، طالب البعض بتشكيل لجنة مختصة لقراءة المخطوطات، على أن يكون أحد أعضائها توفيق الحرازي، لمعاينة أصول ما تم طبعه ونسبه إلى البردوني. إلا أن هيئة الكتاب رفضت ذلك، مما أبقى التساؤلات متجددة حول مدى صحة ما قامت به الهيئة في غفلة من محبي البردوني، ودون أن تقوم بقية أسرة الشاعر الكبير بمطالبة هؤلاء بالكف عن العبث بإرث شاعر اليمن وضميره الحي.