آخر الأخبار

spot_img

تهديد حياة الشهود: اقتحام الحوثيين لمقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن وأبعاده الخطيرة

“الثوري”-كتابات :

رياض الدبعي

في الآونة الأخيرة، شهد اليمن حدثاً استثنائياً يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الحوثيون. اقتحم مسلحو الحوثي مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان ‎@OHCHR_MENA في صنعاء، في حادثة تعاملت معها الأمم المتحدة ‎@UNinYE وخاصة مكتب المفوض السامي ‎@volker_turk، وكأنها واقعة اعتيادية تضاف إلى سجل الحوثيين السيء. ولكن هذه الحادثة تحمل في طياتها خطراً غير مسبوق.

فالأمر لا يقتصر على اقتحام المقر فحسب، بل يتعدى ذلك إلى نهب الحوثيين للقرص الصلب (الهارديسك) الذي يحتوي على كل المعلومات الحساسة المتعلقة بالرصد والتوثيق التي عملت عليها المفوضية طوال فترة الحرب في اليمن. هذا القرص الصلب ليس مجرد جهاز إلكتروني، بل هو مستودع لأسماء الضحايا وشهاداتهم، وكذلك أسماء الشهود الذين قدموا شهاداتهم حول الانتهاكات المرتكبة. الآن، بات هؤلاء الضحايا والشهود في خطر حقيقي، حيث يمكن للحوثيين التعرف على هوياتهم بسهولة، مما يعرض حياتهم للخطر الفوري. في أي لحظة، قد يتم اعتقالهم أو تعرضهم لأذى جسيم نتيجة هذا التسريب.

كان من المفترض أن تتخذ المفوضية السامية لحقوق الإنسان تدابير أكثر صرامة لحماية هذه المعلومات الحساسة، وأن يفتح المفوص السامي تحقيقاً رسمياً في مكتب جنيف حول تقاعس المفوضية في حماية موظفيها ومعلوماتها. فالتهاون في هذا الأمر يعرض حياة الكثيرين للخطر ويمثل فشلاً في حماية حقوق الإنسان التي من المفترض أن تكون في صلب عمل المفوضية.

على الأمم المتحدة أن تدرك أن هذه الحادثة ليست مجرد انتهاك إضافي، بل هي تهديد مباشر للعدالة ولحياة الأشخاص الذين وثقوا في المجتمع الدولي لحمايتهم. يجب اتخاذ خطوات حازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث، ولضمان حماية جميع الأطراف المتعاونة مع المفوضية في اليمن وغيرها من المناطق المتضررة.