آخر الأخبار

spot_img

كذبة وحدة الساحات

الثوري – كتابات 

خالد سلمان:

كان محقاً أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وهو يشرح الأوجاع التي أصابت إيران، بقوله أن قتل إسماعيل هنية ضرب قوة إيران وهيبة إيران، إنتهك سيادة إيران وكسر شرف إيران.

شرف إيران ليس عود ثقاب يحترق لمرة واحدة ، هو شرف مطاطي يمكن ترميمه وإستبداله كلما تم تمزيقه وخرقه وإنتهاك حرمته، شرف إيران تم إستباحته أكثر من مرة : بإغتيال نخب وعلماء إيران في عقر دارها، العبث بمنشآتها النووية ، مطاردة جنرلاتها كفئران في سورية ولبنان، تدمير قنصليتها ، قصف مخازن أسلحتها ، شرف إيران الذي وصفه حسن نصر الله بحاجة لإعادة تعريف ، حيث كل شيء في طهران قابل للخرق والثقب والإنتهاك، والعبث بقمة هرم السلطة من قبل موساد الإحتلال، إلى درجة نجاح تل ابيب بتجنيد كعميل لها رئيس مكافحة التجسس الإسرائيلي في إيران !!.

إيران تتوعد بالرد وهي فعلاً سترد ليس لاستعادة شرفها المسفوح، بل للفلفته من قارعة الطريق ،وتلميعه ومن ثم إعادة تسويقه لداخلها ولمحورها ، بورق إستعاد قدسيته وطهارته ،جميع المراقبون يجمعون أنه لن يكون هناك رداً مختلفاً كثيراً عن رد إبريل ،حيث أسفر الإنتقام الإيراني لجنرالاته وقنصليته، بإصابة بدوي عربي راعي غنم ، وإبقاء كل المنشآت الإسرائيلية بخير ، بالحفظ والصون وعلى أحسن حال.

سقطت وحدة الساحات ، وسقطت أكذوبة الجسد الواحد المتراص الذي يتداعى كله أن إشتكى جزءاً منه ، لا حزب الله رد على إغتيال رجله الأول وليس الثاني، لان فؤاد شكر مؤسس ونصر الله دخيل على مايسمى بالمقاومة ، والحوثي لا يزال ينظف بيته المغطى بسخام القنابل جراء ضربة إسرائيلية واحدة فقط أقعدته الفراش ، وأخرست ناطقه وقذفت به بعيداً عن صدارة المشهد ، لا السفن تضرب في البحر ولا رد إنتقامي قيد الإعداد.

أما إيران مازالت تنتظر إكمال واشنطن إرسال طائراتها وسفنها ، لتوفير حزام ناري يؤمن إسرائيل، ويهدي صواريخ طهران للبحر، الوجود الأمريكي يوفر لايران خط رجعة، ويحميها من مخاطر إصابتها لهدف حساس في إسرائيل، يستوجب الرد على الرد، ما يعيد سفك كرامتها الوطنية العسكرية مرة ثانية.

وبالعودة لكسر شرف إيران الذي تحدث عنه نصر الله ، لاشيء يوحي بجدية الإنتقام له ، كل الذي يمكنها فعله هو عملية تجميلية تغش فيه قواعدها وحلفاءها ، ولكنه يبقى عملية ترقيع وليس إستعادة شرف.