الثوري – أخبار محلية:
أعلنت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء إعادة إدراج جماعة الحوثيين على لائحة الإرهاب العالمي بسبب هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن لافته الى إنها ستعيد تقييم هذا التصنيف إذا أوقفت الميليشيا هجماتها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان «يبدأ سريان مفعول هذا التصنيف بعد 30 يوماً من تاريخ اليوم».
وأوضح بلينكن أنه «منذ نوفمبر (2023) شن الحوثيون هجمات غير مسبوقة على السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك القوات العسكرية المتمركزة في المنطقة للدفاع عن سلامة وأمن الشحن التجاري».
وأضاف: «أدت هذه الهجمات على الشحن الدولي إلى تعريض البحارة للخطر وتعطيل التدفق الحر للتجارة وتعارضت مع الحقوق والحريات الملاحية». وأكد أن التصنيف يسعى إلى «تعزيز المساءلة عن الأنشطة الإرهابية للجماعة».
لكنه استدرك «إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن فسوف تعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف». وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنه «يجب محاسبة الحوثيين على أفعالهم، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب المدنيين اليمنيين».
وأشار إلى أنه «بينما تمضي وزارة الخارجية قدما في هذا التصنيف فإننا نتخذ خطوات مهمة للتخفيف من أي آثار سلبية قد يخلفها هذا التصنيف على شعب اليمن».
ونوّه بأنه «خلال فترة تأخير التنفيذ لمدة 30 يوماً ستجري الحكومة الأمريكية تواصلاً قوياً مع المعنيين ومقدمي المساعدات والشركاء الذين يؤدون دوراً حاسماً في تسهيل المساعدات الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الحيوية في اليمن».
كما أفاد بأن وزارة الخزانة «ستقوم أيضاً بنشر تراخيص تجيز بعض المعاملات المتعلقة بتوفير الغذاء والدواء والوقود وكذلك التحويلات الشخصية والاتصالات والبريد وعمليات الموانئ والمطارات التي يعتمد عليها الشعب اليمني».
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن «واشنطن تعيد إدراج الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية عالمية»، موضحاً أن «التصنيف سيسري خلال 30 يوماً، لمنحنا الوقت لتقليل آثار هذا القرار على الشعب اليمني».
وأضاف المسؤول: «إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر فإن واشنطن ستدرس رفع هذا التصنيف» و ان «واشنطن تريد أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران».
وفي السياق نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمريكي القول إن هذا التصنيف «يؤثر على إيران ويصعّب عليها مواصلة الدعم للحوثيين، الذي إذا استمر ستكون له عواقب حقيقية».
وأضاف المسؤول الأمريكي: «وجهنا تهديدات متكررة للحوثيين بوقف الهجمات (على السفن التجارية في البحر الأحمر)… لكنهم لم يرتدعوا».
وذكّر بأن «الولايات المتحدة أطلقت (عملية حراس الرخاء)، وهي تحالف يضم أكثر من 20 دولة ملتزمة بالدفاع عن الملاحة الدولية وردع الهجمات في البحر الأحمر».
وتابع المسؤول: «انضمت الولايات المتحدة أيضاً إلى أكثر من 40 دولة في إدانة تهديدات الحوثيين هذا الشهر، وأصدرت الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع 13 حليفاً وشريكاً، تحذيرات بأن الحوثيين سيتحملون العواقب إذا استمروا بالهجوم على السفن».
وأكد أن «القوات العسكرية الأمريكية نجحت، بالتعاون مع المملكة المتحدة، بدعم من استراليا والبحرين وكندا وهولندا، في تنفيذ ضربات ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها الحوثيون لتهديد حرية الملاحة في واحدة من أهم المناطق الحيوية في العالم».
مشدداً على أن الولايات المتحدة «لا تريد التصعيد وتوسيع رقعة الصراع.. ولا تريد إيذاء الشعب اليمني». وتابع: «أنشطة الحوثيين لا تتوافق مع السعي لتحقيق السلام في اليمن، وتعيق إحراز مزيد من التقدم في تنفيذ اتفاق السلام في المنطقة». وذكّر بأن الحوثيين «هاجموا القوات العسكرية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، مما عرض الأفراد والبحارة للخطر، وهدد التجارة العالمية وحرية الملاحة».
وقال المسؤول إن واشنطن «تعرب عن ثقتها في القدرة على «منح استثناءات إنسانية» من العقوبات التي ترافق هذا التصنيف. كما عبر عن دعم الولايات المتحدة الجهود الرامية للتوصل إلى سلام دائم في اليمن، لكن الهجمات المستمرة تتعارض مع جهود السلام.
من جهتها رحبت الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، بقرار حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية عالمية.
وأكدت في بيان أمس الاربعاء، ان القرار ينسجم مع تصنيف الحكومة اليمنية لهذه الجماعة كمنظمة إرهابية وفقاً للقوانين اليمنية، و«يأتي استجابة لمطالبة الحكومة المستمرة للمجتمع الدولي بالتحرك الجاد لحماية الشعب اليمني من بطش وإرهاب هذه المليشيات الإرهابية منذ الانقلاب المشؤوم الذي قامت به ضد إرادة الشعب اليمني، ومخرجات الحوار الوطني، وحتى هذه اللحظة وفي ظل عدم وجود رادع حقيقي لم تتوقف المليشيات عن ممارسة الإرهاب، والقيام بأبشع أنواع الجرائم والانتهاكات ضد اليمنيين من خلال تفجير المنازل ودور العبادة، واضطهاد الأقليات الدينية، وتهجير المعارضين والمنتقدين لممارساتهم، ومصادرة ممتلكاتهم واعتقال وتعذيب الصحفيين والناشطين السياسيين، وحصار المدن، وزراعة الألغام في البر والبحر، وتهديد طرق الملاحة الدولية، واستخدام المنشآت الصحية والتعليمية للأغراض العسكرية، والمدنيين كدروع بشرية وتدمير المؤسسات الاقتصادية في اليمن».
وأضاف «إن الحكومة اليمنية تجدد تأكيدها على أنه لإحلال السلام في اليمن فإن على المليشيات الحوثية التخلي عن نهجها الإرهابي وارتهانها للنظام الإيراني، ونبذ العنف، والقبول بمبادرات السلام بما في ذلك خارطة الطريق المطروحة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وكافة الجهود الحميدة للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة».
وفي أول تعليق للحوثيين على قرار واشنطن، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريح لقناة الجزيرة انه «لا قيمة للتصنيف الأمريكي، ولن يغير ذلك من موقف اليمن الداعم لفلسطين، بل نعتبره وسام شرف لليمن لمساندته المقاومة الفلسطينية في غزة».
وأضاف: «ان أمريكا تمارس عدوانيتها على اليمن بتصنيف وبدون تصنيف وان السياسات الأمريكية الاستكبارية ودعمها كيان الإجرام الصهيوني يجعلها راعية الارهاب الحقيقي».
وقال عبدالسلام: «لا فاعلية على الأرض لقرار واشنطن بشأن تصنيفنا ولن يثنينا عن دعمنا لفلسطين ولن يزيدنا القرار الأمريكي الأخير سوى التمسك بموقفنا الداعم للفلسطينيين».
في سياق آخر كشفت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران عن تلقيها عرضا أمريكيا عن طريق سلطنة عمان يتعلق بالهجمات في البحر الأحمر. القيادي في جماعة الحوثي، محمد البخيتي، قال في لقاء تلفزيوني إنهم «رفضوا عرضا أمريكيا للاعتراف بحكومة صنعاء شريطة وقف العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي»، مضيفاً: «بعد كلمة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي التي وضع فيها الخطوط الحمراء للكيان الصهيوني، قامت أمريكا بإرسال رسالة عبر الوسيط العماني للقيادة في اليمن».
المسؤول في الجماعة قال إن «واشنطن أرسلت بعد ذلك رسائل إغراء وعرضوا على صنعاء، عبر سلطنة عمان، بأنهم سيعترفون بشرعية حكومتها وستتخلى عن كل أدواتها الإقليمية أو في الداخل، مقابل وقف العمليات ضد إسرائيل وكذلك في البحر الأحمر»، مؤكداً أن الرد كان بالرفض. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد شطبت جماعة الحوثي من لوائح الإرهاب التي أدرجتها إدارة سلفه ترامب سابقاً «منظمة إرهابية»، وبررت الخارجية الأمريكية الإجراء آنذاك بأنه جاء بناء على تقييم مفاده أن تصنيف الجماعة على لائحة الإرهاب الأمريكية أضر بجهود إغاثة اليمنيين وإيصال المساعدات الدولية لهم.
ويتوقع مراقبون أن تتأثر تحويلات المغتربين إلى اليمن سلباً، نتيجة تخوف البعض من التعرض للمساءلة، وكذلك بسبب تراجع شركات التحويل المالية عن التعامل مع اليمن (شماله وجنوبه).
ومن المحتمل أن يؤدي التصنيف أيضاً إلى تقليص المساعدات الإنسانية لليمن بالعملة الصعبة للأسباب نفسها. وسينجم عن ذلك حسب مراقبين ضغوط على سعر الصرف، قد يتم التخفيف من آثارها بسبب تراجع الطلب على العملة الصعبة، وذلك بسبب انخفاض متوقع في الواردات من السلع نتيجة تردد الشركات الأجنبية في شحن البضائع والتعامل المالي مع اليمن.
وسيؤدي ذلك إلى تقليص واردات السلع الغذائية والدواء والوقود، وشحة توفرها في الأسواق أو ارتفاع أسعارها بسبب زيادة أسعار الصرف وارتفاع تكاليفها نتيجة الاعتماد على قنوات غير شرعية لتحويل العملة وتهريب البضائع.