آخر الأخبار

spot_img

صحفي يمني: الحوثيون حوّلوا إجراءات أممية روتينية إلى “أدلة تجسس”

(صنعاء) – “صحيفة الثوري”:

كشف الصحفي اليمني فارس الحميري، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالاتهامات التي وجهتها جماعة الحوثي لموظفين في منظمات أممية عاملة بصنعاء، معتبراً أن ما وصفته الجماعة بـ”أدلة التجسس” لا يعدو كونه إجراءات بروتوكولية وأمنية روتينية متبعة في أنشطة وعمليات الأمم المتحدة حول العالم.

وأوضح الحميري، في منشور له على صفحته في “فيسبوك”، أن الحوثيين استندوا في اتهاماتهم إلى ثلاث نقاط رئيسية، مشيراً إلى أن كل واحدة منها تندرج ضمن الأنظمة والإجراءات الإلزامية للأمم المتحدة أثناء تنفيذ مهامها الإنسانية.

وبيّن أن النقطة الأولى تتعلق بإرسال الإحداثيات الجغرافية لتحركات الفرق الأممية وأماكن إقامتها، وهو إجراء إلزامي لأغراض السلامة والتأمين الميداني، حيث يتم تزويد المقار الرئيسية للمنظمات بهذه الإحداثيات بشكل مسبق، كما حدث في الاجتماع الذي عُقد قبل يومين من استهداف الفيلا في حي حدة بصنعاء.

أما النقطة الثانية فتخص مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الغذاء العالمي باليمن اليمني عمار علي ناصر النخعي، الذي سبق أن شارك في مهمة إنسانية داخل قطاع غزة خلال الحرب، وكان من مهامه التنسيق مع الجيش الإسرائيلي لتأمين مرور قوافل الإغاثة عبر المعابر والحواجز التي تسيطر عليها إسرائيل. وأوضح الحميري أن هذا التواصل كان إجراءً طبيعياً ومفروضاً بحكم العمل الإنساني، ولا يمكن اعتباره دليلاً على التجسس أو التعاون الأمني.

وأشار في النقطة الثالثة إلى أن موظفي الأمم المتحدة الدوليين (من غير الفلسطينيين) يحتاجون إلى تصاريح مرور تصدرها السلطات الإسرائيلية عند دخولهم قطاع غزة عبر معبر إيريز، وهو المعبر الذي تديره إسرائيل فعلياً. وبالتالي، فإن وجود تصريح من هذا النوع في جواز أحد الموظفين لا يمثل دليلاً على “الارتباط بإسرائيل”، بل هو وثيقة سفر رسمية لازمة لتنفيذ المهام الأممية.

وختم الصحفي الحميري بالقول إن تحويل مثل هذه الإجراءات البديهية إلى “أدلة تجسس” يعكس سوء فهم أو توظيفاً دعائياً من قبل سلطات صنعاء، مؤكداً أن الأمم المتحدة تعمل وفق بروتوكولات أمنية موحدة لضمان سلامة موظفيها في جميع مناطق النزاع حول العالم.