صحيفة الثوري- كتابات:
أسعد محمد عمر
تستمر فعاليات الحزب الاشتراكي بذكرى تأسيسه السابعة والأربعين، وبالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، باحتفاء الرفاق في صحيفة “الثوري” بالذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس الصحيفة.
ومما لا شك فيه أن تاريخ ومكانة صحيفة “الثوري” مرتبط بتاريخ الوطن والزمن الذي شهد ميلادها، وما شكلته من إضافة مهمة في حياة الحركة الوطنية، وإسهاماتها في توعية الجمهور حول القضايا الوطنية في مختلف محطات النضال، وحتى اليوم، ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية.
ونظرًا لصعوبة التطرق من قبلي لمجمل محطات عمل الصحيفة ودورها المحوري، لما يتطلبه ذلك من بحث واطلاع وجمع بيانات، فسأكتفي بتناول بعض الإشارات للمرحلة التي تشكلت فيها علاقة الارتباط الشخصي لي ولأبناء جيلي بصحيفة “الثوري”، بداية تسعينات القرن الماضي، خاصة فترة ما بعد حرب 1994م، والتي أخذت فيها الصحيفة مكانتها الأهم من وجهة نظري، لاعتبارات عدة، يأتي أبرزها كونها كانت الأداة الأهم التي ارتبط بها الرفاق مع مركز الحزب وقيادته في مواجهة المعوقات والصعوبات التي عاشها الحزب بعد مصادرة ممتلكاته وأمواله، ومحاصرة نشاطه.
فقد مثلت في تلك الظروف إحدى وسائل الحزب وقادته لإعادة ترتيب صفوفه، ولملمة مكوناته التنظيمية، وجمع شتات أعضائه.
ولأنها كانت المنبر الحزبي الوحيد الذي اعتمد عليه جيل الرفاق الصاعد بعد حرب 1994م لتنمية وعيهم الحزبي والسياسي، فقد تصدرت بحق لتكون الصوت الحر المعبر عن قضايا الوطن والمواطن، إضافة إلى دورها المشهود في التصدي لكل مظاهر التشويه والانتقاص لدور الحزب الاشتراكي وتاريخه.
وقدرتها على تعزيز مكانتها المهنية كمدرسة صحفية نموذجية، كانت وما زالت ترفد مجال الصحافة والإعلام بالعديد من الكوادر الصحفية والأقلام، وبذلك انتزعت مكانة تليق بالصحافة الحزبية والمستقلة، وعززت دورها في رسم مسار الحياة السياسية والديمقراطية، ورفع وعي المواطنين بالحقوق والحريات.
تحية في هذه المناسبة لرئيس وأعضاء هيئة تحرير الصحيفة، ولكل المناضلين وإعلام الفكر والثقافة، ولممتهني العمل الصحفي الذين توجوا صفحات “الثوري” وشكّلوا وعي أجيال النضال الوطني على امتداد تاريخ حضور الصحيفة، ودورها في مسيرة النضال والكفاح الوطني في مواجهة الاستبداد والاستعمار والتسلط، وللصامدين فيها اليوم، الحافظين للعهد في جعلها الصوت المسموع ووهج النور المتجدد للحزب في مختلف الظروف.