“صحيفة الثوري” – كتابات:
د. طارق عبدالرشيد*
بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، أجدها فرصة للتعبير عن تقديري العميق لهذا الحزب العريق الذي ترك بصمةً لا تُمحى في التاريخ الوطني، بما حمله من مشروعٍ وطنيٍ تقدمي، ورؤيةٍ مدنيةٍ ناضجة، وقيمٍ إنسانيةٍ سامية.
لم أكن يوماً منتمياً إلى أي حزبٍ سياسي، لكني وجدت في الحزب الاشتراكي ما يستحق الاحترام والتقدير، سواء من حيث مبادئه التي تنادي بالمواطنة المتساوية والدولة المدنية، أو من حيث مواقفه التي ظل فيها وفياً للوحدة ولقيم العدالة والحرية، رغم ما تعرض له –مطلع التسعينات– من خيانةٍ وغدرٍ وتنكيلٍ على أيدي قوى الظلام، بل وبمشاركةٍ أو تغاضٍ ممن كانوا شركاءه في إعادة الوحدة اليمنية عام 1990.
لقد أحببت هذا الحزب أيضاً لما رفعه من شعاراتٍ مدنيةٍ جريئة، في زمنٍ كان السلاح والعنف هما العنوان السائد، إذ دعا بوضوح إلى “عاصمةٍ خاليةٍ من السلاح”، وإلى نبذ العنف وإعلاء صوت الدولة والقانون.
وها أنا اليوم، وبعد ثلاثةٍ وثلاثين عاماً من تلك الأحداث التي رسخت قناعتي بصدقه ونُبله، أجدها مناسبةً أعتز بها لأتقدم بخالص التهاني للحزب الاشتراكي اليمني، قيادةً وقواعد، بمناسبة مرور سبعةٍ وأربعين عاماً على تأسيسه، متمنياً له العودة للعطاء في سبيل وطنٍ حرٍّ، عادلٍ، ودولةٍ مدنيةٍ يتساوى فيها الجميع.
*أستاذ العلوم المالية والمصرفية بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية


