(حضرموت) – “صحيفة الثوري”:
وجّهت السلطات المحلية في محافظة حضرموت (شرقي اليمن) إنذاراً أخيراً للمعلمين المتعاقدين المُضربين عن العمل، مُلوّحة باستبدالهم فوراً في حال عدم عودتهم إلى الفصول الدراسية اعتباراً من اليوم الإثنين.
جاء ذلك في بيان صدر أمس الأحد 28 سبتمبر/أيلول، حيث وجّهت السلطات “نداءً وطنياً وإنسانياً عاجلاً” لكافة المعلمين في المدارس الأساسية والثانوية، حاثة إياهم على العودة الفورية واستئناف العملية التعليمية المتوقفة منذ أكثر من شهر.
التزام مالي وإجراءات حاسمة
شدّد البيان على أن السلطة المحلية لم تتخذ حتى الآن أي إجراءات قانونية ضد أي معلم، سواء كان ثابتاً أو متعاقداً، ودعت إلى نبذ الإشاعات والتركيز على الهدف الأسمى وهو “تعليم أبنائنا”.
لكن البيان أكد أنه في حال استمرار إضراب المتعاقدين، فإن السلطة المحلية “ستضطر إلى التعاقد مع آخرين واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق العقد المبرم”، وذلك “حرصاً على مستقبل الطلاب”.
وفي إطار جهودها لضمان استقرار التعليم، أعلنت السلطات عن التزامها الشهري بدفع ما يزيد على 2.1 مليار ريال يمني من مخصصات المحافظة لدعم العملية التعليمية والوفاء بالتزامات المتعاقدين، مُشيرة إلى أن هذا المبلغ سيبقى التزاماً عليها، وسيُضاف ما يتبقى منه بعد عملية “تصحيح ملف المتعاقدين” لدعم المعلمين في سلك التربية والتعليم.
إعادة المنتدبين وترتيب لقاء مع الحكومة
واتخذت السلطات خطوة إجرائية بتوجيه مدراء التربية والتعليم في ساحل ووادي حضرموت بـاستدعاء وإلغاء انتداب جميع المعلمين المفرَّغين في مكاتب ووحدات إدارية أخرى، لضمان التزامهم بواجبهم في سلك التربية والتعليم.
ووصفت السلطة المحلية التعليم بأنه “صمّام الأمان والمستقبل الوحيد لأبناء حضرموت”، محذّرة من أن استمرار توقف الدراسة يُعرّض الطلاب لـ”الضياع في الشوارع” في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وفي سياق آخر، كشفت السلطات أنها تسعى جاهدة لترتيب “لقاء عاجل” لممثلي المعلمين مع رئيس الوزراء سالم بن بريك وقيادة وزارة التربية والتعليم، وذلك لبحث مطالب المعلمين العادلة في إطار تحسين الوضع الاقتصادي.
واختتم البيان بالإشادة بالمعلمين الثابتين والمتعاقدين الذين انتظموا في عملهم، مُناشداً بقية المعلمين بالانضباط. كما ناشد البيان العلماء والأئمة والشخصيات الاجتماعية والأعيان بدعم ومؤازرة خطوة عودة المدارس وتثقيف المجتمع بأهمية التعليم.

