“صحيفة الثوري” – كتابات:
الشيخ حسين باهميل*
تحل علينا ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، واليمن يعيش جراحاً عميقة بفعل الانقلاب الحوثي الذي حاول أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء، وأن يفرض على الشعب اليمني حكم السلالة والكهنوت من جديد، وكأن ستين عاماً من التضحيات لم تكن.
لقد خرج ثوار سبتمبر عام 1962م وهم حفاة، عُزّل إلا من إيمانهم وكرامتهم، فأسقطوا حكماً استبدادياً جثم على صدر اليمن قروناً طويلة. واليوم نحن أمام تحدٍّ مشابه، فالانقلاب الحوثي ليس سوى نسخة جديدة من ذلك الحكم الذي ثار عليه أجدادنا.
الخلاص من هذا الانقلاب لا يمكن أن يكون إلا باستلهام روح سبتمبر:
بوحدة الصف كما توحّد الأحرار بالأمس، بالتضحية والإصرار كما قدّموا أرواحهم فداءً للجمهورية، بالإيمان بعدالة القضية التي لا تقبل أن يُستبد باليمن حفنة تفرض سلالة على ملايين الأحرار.
إن سبتمبر ليس مجرد تاريخ في الذاكرة، بل هو مشروع خلاص متجدد، واليمنيون اليوم مدعوون أن يواصلوا الطريق الذي بدأه الشهداء، حتى تُستعاد الدولة وتُبنى الجمهورية على أسس الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
هكذا فقط نكون أوفياء لثورة سبتمبر، وهكذا فقط ننتصر لدماء الشهداء الأبرار.
*أمين عام جالية المغتربين بالسعودية