“صحيفة الثوري” – كتابات:
أ.د. محمد علي (القحطاني)
في بداية الحرب عام 2015 كانت المواجهات العسكرية بين المجاميع العسكرية التي يقودها الحوثيين وبين مجاميع المقاومة المسلحة شديدة في مختلف مواقع المواجهة ، واسفرت تلك المواجهات بتمركز القوات التابعة للحوثيين خارج مدينة تعز تحاصر المدينة من كافة أطرافها ومداخلها وبقي في داخل المدينة مجاميع المقاومة المسلحة إلى أن تمكنت هذه المجاميع من فتح منفذ للمدينة من الجهة الغربية تربطها بمدينة عدن ، وباسناد بري وجوي من دول التحالف العربي الداعمة للشرعية وبالأخص دولتي السعودية والإمارات. ومع مرور الوقت بدأ العمل على تأطير مجاميع المقاومة للحوثيين المتمركزين داخل مدينة تعز ومنتشربن في مديريات تعز الجنوبية وبعض أطراف مديريات ضواحي مدينة تعز في ألوية عسكرية تابعة لقيادة محور تعز واستقر الوضع العسكري على هذا الحال إلى أن تم دحر الحوثيين من الشريط الساحلي للمحافظة وتولى العميد / طارق محمد عبد الله صالح قيادة القوات المشتركة ، التي اصبحت فيما بعد قوات المقاومة الوطنية المنتشرة حالياً في مديريات الشريط الساحلي لمحافظة تعز وبالتالى أصبحت تعز موزعة بين ثلاثة مكونات عسكرية: مكون الجيش الوطني التابع لقيادة محور الجيش الوطني في تعز ومركزها مدينة نعز والآخر مكون القوات المسلحة التابعة لقيادة العميد/ طارق ومركزها في مدينة المخا والثالث القوات المسلحة التابعة للحوثيين ومركزها في منطقه الحوبان.
ومع هذه التشكيلات العسكرية اصبحت كل منها تعمل على تثبيت سيطرتها في الجزء الذي تنتشر فيه وبالتالى فإن سكان المحافظة توزعوا على مستوى تلك التشكيلات.
ويمكن القول بأن الوضع العسكري تجمد عند هذا المستوى. ولأن مدينة تعز والقوات المنتشرة فيها تعلن ولائها لقيادة الشرعية ، فقد تم إعادة بناء مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية من مجاميع المقاومة التي تم تاطيرها في الأولوية العسكرية التابعة لقيادة محور تعز حالياً . الا أن قيادات هذا المحور ومن يتبعها من الأولوية العسكرية ويواليها من الاجهزة الأمنية ترفض أي إصلاح للاختلالات التي تزامنت مع دمج مجاميع المقاومة للحوثيين ، بالرغم من الإعتراف بوجود الاختلالات القائمة ووجود انفلات عسكري وامني لضباط وأفراد تابعين لقيادة المحور أو تقف عاجزة لعمل أية اصلاحات تنهي ما تعانية من الاختلالات , الأمر الذي أدى إلى مواجهات عسكرية في داخل المدينة وتصفيات جسدية خلال المواجهات المسلحة أو بأعمال الاغتيالات والقتل التي لم تتوقف حتى وقتنا الحاضر.
ومع إستمرار هذا الوضع دون تدخل سياسي أو عسكري من السلطات المركزية فقد تعمقت الإختلالات ونشات مراكز قوى عسكرية وأمنية موالية لاطراف سياسية وليست للدولة. وبالتالى فان تلك المراكز إستمرت بالتنافس على موارد الدولة المالية وبعضها انتهج أعمال النهب للعقارات والأراضي العامة و الخاصة.
ومع مرور الزمن أزدادت تعقيدات الإختلالات المشار اليها واصبحت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة عاجزة عن إدارة شؤون المحافظة في الجزء التابع للسلطة الشرعية. وبالتالى فإن القتل والاغتيالات أصبح ظاهرة تعاني منها المناطق التابعة للشرعية وابرز الأعمال المشينة لاجل جمع المال والمكاسب الخاصة وتقف السلطة المحلية بالمحافظة وقيادة الدولة المركزية عاجزها عن مواجهتها ، ماحدث يوم أمس في حادثة قتل افتهان المشهري ، مدير عام صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة في احد شوارع المدينة نهاراً ، بصفاقة ووضوح تام امام المارة ، استهدفت بوابل من الرصاص الشهيدة افتهان المشهري، رحمة الله عليها ، بالرغم من انها خلال فترة بسيطة من شغلها منصب المدير العام للصندوق ، حققت إنجازات كبيرة في مجال النظافة والتحسين للمدينة ، بشهادة جميع اطياف العمل السياسي والأهلي. وكل ذنبها انها وقفت بصلابة امام من تعود على نهب إيرادات الصندوق تمانع إستمرار نهب أموال الصندوق . وربما يكون هناك دوافع أخرى غير معلومة ، كونها امرأة أثبتت قدر عال من القدرة والكفاءة ، لم يحققها أي قائد إداري ، على مستوى المحافظة.
وبناء على ذلك نعتقد بان الاستقرار الأمني ومنع أعمال القتل والاغتيالات والبلطجة وانتشار السلاح في شوارع مدينة تعز وجميع مناطق نفوذ السلطة الشرعية وكذا انفلات الامن ونهب الممتلكات العامة والخاصة لن يتوقف إلا في حالة أن يتم معالجة اختلالات الجيش الوطني والأجهزة الأمنية. من خلال تدخل مباشر لمجلس القيادة الرئاسي وحكومته الرشيدة .
فهل ان الاوان لمجلس القيادة الرئاسي وحكومته عمل حد نهائي لمواجهة اختلالات الجيش الوطني والاجهزة الامنية في مناطق سيطرة الشرعية في محافظة تعز ؟

