صحيفة الثوري- تقرير
شهدت خدمات الإنترنت العالمية اضطرابًا واسعًا، مساء السبت 6 سبتمبر 2025، عقب تعرض عدة كابلات ألياف بصرية بحرية في البحر الأحمر لانقطاع مفاجئ في ظروف ما تزال غير معروفة حتى الآن، وفق ما أعلنته شركة “مايكروسوفت”.
وأوضحت الشركة أن خدماتها السحابية “Azure” تأثرت بشكل مباشر جراء هذه الأعطال، مؤكدة أن مناطق واسعة في آسيا وأوروبا قد تواجه بطئًا وتأخيرات في التشغيل، نتيجة إعادة توجيه حركة البيانات عبر مسارات بديلة، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا حتى تتمكن الفرق الفنية من إصلاح الكابلات المتضررة.
وفي اليمن، أفاد مستخدمو الإنترنت بضعف شديد وغير مسبوق في الخدمة بمعظم مناطق البلاد، بالتزامن مع هذه الانقطاعات، فيما ذكرت منظمة “نت بلوكس” أن خدمات الإنترنت تعطلت أيضًا في عدة دول بينها باكستان والهند.
وقالت “مايكروسوفت” إن إصلاح الكابلات البحرية يتطلب وقتًا وجهودًا لوجستية وتقنية كبيرة، لافتة إلى أن هذه العمليات غالبًا ما تمتد لأسابيع، نظرًا لصعوبة الوصول إلى مواقع الأعطال في البحر الأحمر، وحاجة الفرق المتخصصة إلى استخدام سفن وأدوات دقيقة لتحديد مكان القطع وإصلاحه.
ويمثل البحر الأحمر شريانًا حيويًا لحركة البيانات بين آسيا وأوروبا، إذ تمر عبره نسبة كبيرة من الاتصالات العالمية، وقد شهدت المنطقة في العام الماضي حوادث مشابهة تسببت في تعطيل نحو 70% من حركة الإنترنت العابرة بين القارتين لأسابيع، قبل أن تتمكن فرق الصيانة من إصلاحها.
ويعيد هذا الانقطاع الجديد طرح تساؤلات حول هشاشة البنية التحتية العالمية للاتصالات البحرية، وضرورة إيجاد بدائل ومسارات أكثر أمانًا واستقرارًا لتقليل المخاطر الناجمة عن مثل هذه الحوادث.