آخر الأخبار

spot_img

عودوا والعوض على الله

“صحيفة الثوري” – كتابات:

سمير باعزب*

يوم الإثنين الموافق 25 أغسطس، اجتمع أعضاء نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في عدن، بمقر الاتحاد العام للنقابات، وتم التصويت على استمرار أو تعليق الإضراب. أنا وثلاثة أعضاء من النقابة صوّتْنا مع استمرار الإضراب حتى ينال المعلم كامل حقوقه، فيما صوّت باقي الأعضاء لصالح فتح الإضراب، مقابل مبلغ خمسين ألف ريال خاضع للضريبة، ووعود بالعلاج في مستشفى الأمير محمد بن سلمان، (سابقاً مستشفى عدن).

أنا شخصياً مصدوم ومحبط من قرار أعضاء النقابة بفتح الإضراب دون أن ينال المعلمون حقوقهم. صحيح أن هناك ضغوطاً كبيرة من الحكومة، والمحافظ، والمجلس الانتقالي، والمجالس المحلية، ومجالس الآباء، والإعلام، لكن في المقابل هناك أربعة عشر ألف معلم ينتظرون منكم موقفاً صلباً وقوياً لانتزاع حقوقهم، لأنهم انتخبوكم وأنتم تمثلونهم. وإلا، لماذا كان كل هذا الإضراب؟

على العموم، حصل ما حصل. فهل ستأتي حقوق المعلمين ومطالبهم من حكومة أساءت للمعلم ولم تلبِّ له حقوقه المشروعة؟ وهل سيطالب أولئك الذين وقفوا ضد إضراب المعلمين بحقوقهم، أم أنهم مجرد أدوات وأبواق تُستخدم متى ما دُفع لها؟ نعم، هم كذلك، وستكتشفون أنهم سيتلاشون ولن يدافعوا أو يطالبوا بحقوق المعلمين، لأن نشاطهم لا يظهر إلا عند الدفع.

إن المصالح الشخصية لدى مسؤولي الدولة تغلّب على المصالح العامة. انظروا إلى الخدمات العامة للمواطنين: هل هناك تحسّن؟ طبعاً لا. وكذلك المعلم، سيظل ينتظر كثيراً إذا لم ينتزع حقوقه بقوة من مخالب الفساد.

ذلك اليوم (الإثنين الموافق 25 أغسطس) يُعد انتصاراً كبيراً للفاسدين، وهزيمةً للمعلم المظلوم في حقوقه. الله يكون في عونكم يا صانعي الأجيال، أضربنا وصبرنا، ورجعنا بخفي حُنين.

*نائب رئيس نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بعدن