آخر الأخبار

spot_img

الاشتراكي وصناعة الوعي من أجل التغيير (الحلقة السادسة عشرة)

عبدالجليل عثمان 

يرى المناضل مقبل الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني سابقاً بأن لا شيء مستحيل ولكن شريطة التكافوء في الحقوق والواجبات أثناء إدارة العملية الانتخابية، وشريطة أن يكون هناك حزبا حقيقيا قادرا على امتلاك العديد من عناصر القوة والفعالية في مجرى الحياة الاجتماعية للناس.

  • أولها: احترام الشعب لقيادات الحزب في الدوائر الانتخابية وقدرتها عن التعبير عنها بمواقف ثابتة.

ثانيهما: وضوح برنامج الحزب وسط اعضائه في جميع المستويات’ الذي يكفل لهم من الناحية العملية القدرة على ايصاله الى السواد الاعظم من السكان.

إن توفر مثل هذه الشروط في حزبنا أو أحد الأحزاب أو في إطار ائتلاف حزبي بصورة مشتركة سوف يترتب عليه بالضرورة امكانية الوصول إلى دفة الحكم طال الزمن أم قصر.

وقد تسأل مقبل هل يوجد حزب يمكن ان تعطيه الجماهير ثقتها في سبيل الوصول الى الحكم وانجاز مطالبها القابلة للحل؟

لقد رأى مقبل وجود ثلاث ظواهر في حياتنا السياسية:

الأولى: أن الحياة الحزبية لعمل الأحزاب بعد حرب 94م وجد وسطها من يتطلع إلى ممارسة العمل السياسي عبر العمل بالتنسيق مع الأحزاب بما فيها حزب السلطة (المؤتمر الشعبي العام)، بدون تحديد الفواصل فيها أو العمل في المعارضة لبعض الوقت وعندما يرتفع سعره في سوق العرض والطلب فسرعان ما يتركها لنجده من ألد المهاجمين لها بدون مقدمات، ووجد داخلها من يبشر بوجود معارضة هادئة في نقد سلبيات حزب السلطة وتأييد ايجابياته.

الثانية: ان احزاب وتنظيمات سياسية معارضة عاجزة عن ابراز الاختلافات الجوهرية بين برامجها السياسية إزاء بعضها..وبعضها بدون برامج ومؤسسات قيادية( احزاب بدون اهداف) وهي احزاب ذات مواقف مزدوجة تتارجح بعجلة حزب السلطة.

الظاهرة الثالثة: أحزاب لا تزال تبادل مواقف حزب السلطة تارة أو تغض الطرف عنها تارة أخرى وتهميش مؤسسات المجتمع المدني، وإعاقة مبادراته دون تمكينها من نجاح قضيتها المهنية.

– بعض الاحزاب تتخلى عن برامجها بمجرد قيام حزب السلطة بأفساح المجال امامها في قبول الفتات.

-البعض لايتورعون عن ادارة ظهورهم للقواعد الحزبية مغلبين قناعاتهم الشخصية مما يؤدي الى اثارة البلبلة والاضطراب في حياة الحزب.

– البعض يحاول تمرير مواقف حزب السلطة لمجارات اهدافه في الحياة السياسية لخلق جيوب في المستقبل.

إن الجماهير تبحث عن الحزب السياسي المعارض حقا’ الوفي لمطالبها في الواقع..

ويبين المناضل مقبل قناعته..ان مثل هذا الحزب سيضل غائبا عن اليمن بعيدا عن الناس مالم ترتقي مواقف قياداته وكوادره الى مستوى القضايا الكبرى.

إنه أصدق تعبير من قائد خبرته التجارب والمحن واعضاء الحزب هم في المحك كيف يضعون هذه المقترحات موضع التنفيذ في حياتهم الحزبية. كما اشار مقبل عن اتساع الثقافة السياسية في بلادنا بمظاهر السلبية والفهلوة في محاولة لترسيخ الفهم الخاطي وسط الناس.

إن الأحزاب تعتبر مصدر الفرقة والخصام الدائمين، وهذا ما روج له اعلام المؤتمر وتجمع الاصلاح اللذان لايريدان ان يتعلم المواطنيين الالتزام بالقوانين والانظمة والنزاهة تجاه المال العام في حياتهم.مؤكدا على عدم ارتباط برنامج الحزب ومواقفه السياسية بعملية التغيير الملموس عن الحاجات الملحة والمتصلة جذريا بمطالب المواطنيين، وعدم قدرة القيادات والكوادر في ضمان ايصال هذا البرنامج إلى المواطنين عند اقترابه من التعبير عن مصالح السواد الأعظم من السكان لكي يتحول إلى قوة مادية يتمكنون من الالتفاف حوله.

ودعى مقبل منظمات الحزب، وهيئاته العليا إلى إفساح المجال لدماء جديدة من الشباب من الجنسين معروفة في الحياة الاجتماعية والسياسية، وتمكينهم من تبوء المناصب القيادية في الحزب، كما أصبحت الحياة السياسية الجديدة تقتضي وجود برنامج ومواقف سياسية جديدة مرتبطة بوجود قيادات شابة على البذل والعطاء بتعويض اليمن عن الاخفاقات الى منيت بها قياداتها القديمة عن الاستجابة الطوعية لمتطلبات الحياة العصرية.

وفي مجال الموقف من خطاب صحيفة الحزب المركزية ومعرفة نطاق انتشارها وسط الناس، وقدرتها على نقل الوقائع برؤية ثاقبة لما يجري في الواقع وتصوير معاناة الناس اليومية قال: “إن القلة من اعضاء حزبنا هم من يقرأون صحيفة الحزب، الأمر الذي يعني ان الصحيفة ما زالت منفصلة عن اهتمامات المثقفين وقيادات الرأي العام في البلاد. وعلينا استخلاص الحجم الفعلي لوسائل الإدراك الثقافي والسياسي..ونطاق صلته بالناس….ومع إدراكنا بعدم وجود بوصلة ثقافية لدى الحزب قادرة على تعبئة الجماهير في سبيل تحررهم من سيطرة واستبداد السلطة والجماعات الدينية في عملية الدمج بين القوة والخداع”(1)

(1) كلمة المناضل على صالح عباد (مقبل) الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني في الدورة(35) للجنة المركزية..في مارس97م

يتبع