واشنطن – “صحيفة الثوري”:
وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، انتقادات حادّة للهند على خلفية شرائها كميات كبيرة من النفط الروسي وإعادة بيعه في الأسواق العالمية، محققةً – بحسب تعبيره – أرباحًا ضخمة دون اكتراث بالعواقب الإنسانية للحرب في أوكرانيا.
وقال ترامب في منشور نشره على حسابه الرسمي بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“الهند لا تكتفي بشراء كميات هائلة من النفط الروسي، بل تقوم ببيع جزء كبير منه في السوق المفتوحة لتحقيق مكاسب مالية ضخمة. لا يهمهم عدد القتلى في أوكرانيا الذين يُقتلون على يد آلة الحرب الروسية.”
وأضاف: “بسبب هذا، سأقوم برفع الرسوم الجمركية التي تدفعها الهند إلى الولايات المتحدة بشكل كبير.”
وختم الرئيس الأميركي تغريدته بشكر متابعيه على اهتمامهم، موقّعًا بـ”الرئيس DJT”.
سياق اقتصادي:
تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الهندية تأتي في وقت تشهد فيه التجارة الثنائية بين البلدين نموًا متسارعًا. وتعد الهند من الشركاء التجاريين الكبار للولايات المتحدة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين أكثر من 190 مليار دولار في العام 2024، وفقًا لبيانات مكتب الممثل التجاري الأميركي.
وفي حال تنفيذ هذه التهديدات، فإن قطاعات حيوية مثل صناعة الأدوية، تكنولوجيا المعلومات، والمنسوجات، قد تتأثر بشدة، ما قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد الهندي وأسواق العمل المرتبطة به، فضلًا عن تأثير ذلك على المستهلك الأميركي في شكل ارتفاع محتمل لأسعار بعض السلع المستوردة.
يُشار إلى أن الهند، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، اعتمدت سياسة “الحياد الاستراتيجي”، وواصلت استيراد النفط الروسي بأسعار تفضيلية، معتبرة ذلك ضروريًا لتلبية حاجاتها الطاقوية وضبط أسعار الوقود محليًا، وسط ضغوط غربية متزايدة لخفض التعاون الاقتصادي مع موسكو.
هذا التصعيد من قبل ترامب قد يعيد رسم معالم العلاقة الاقتصادية بين واشنطن ونيودلهي، ويضع الهند أمام خيارات صعبة بين مصالحها الوطنية والتحالفات الجيوسياسية المتشابكة.