“صحيفة الثوري” – في الذاكرة:
كتب/ أحمد ناصر الحاج الظاهري
في خبرٍ مُحزنٍ وأليم صُعقت فيه المشاعر والأفئدة بوفاة المناضل الوطني الكبير قاسم محمد جعوال في حادثٍ مروري مُؤسف يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري يوليو 2025م
وقد عمّ الحُزن وساد الأسى ليس فقط بين اهله وذويه ورفاق دربه بل وفي الاوساط الشعبية والاجتماعية لما كان للفقيد الراحل من مكانةٍ مرموقة على الصعيد الشعبي والوطني
وقدشكل فقدانه خسارةٍ كبر ى على الوطن والشعب والحزب الاشتراكي اليمني الذي ظل حتى آخر لحظه من حياته متمسكاً بمشروعه الوطني والديمقراطي
لقد كان الراحل احد المناضلين الأوآئل في منطقة مريس والمناطق الوسطى و كان الى جانب القائد الوطني الخالد علي ناجي جعوال الذي ساهم مساهمة فعليه في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 اكتوبر المجيدتين حتى تحقيق الاستقلال الوطني الناجز من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م
ترك الفقيد قاسم جعوال بصمات زاهية في مجرى النضال الوطني المجيد
اذ كان من الطلائع الاولى في تشكيلات المقاومه في المناطق الوسطى في اواخر ستينات القرن الماضي كما ساهم مع رفاق دربه في التصدي لحملات البطش والارهاب والتنكيل التي كانت ترسلها السلطات المتعاقبة في صنعاء
ذاد عن اهداف الثورة اليمنية ودافع عن حقوق المواطنين واعراضهم وحرياتهم في العيش بكرامه والنضال من تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقرا طية والدولة المدنية الحديثه
كانت منطقة مريس ومناضليها وقادتها الوطنيين الاحياء منهم والفقداء والشهداء هي احد الروافد الاساسيه لثوار الجبهة القومية في المحيط الجغرافي الواقع بين شمال البلاد وجنوبها فيما كان يعرف بمناطق الاطراف و احتضنت وساندت ثوار اكتوبركما ساندت ايضاً المقاومة الشعبية للدفاع عن الثورة والجمهورية ابان حصار
السبعين يوماً المشهود
ووفر مواطنيها ومناضليها الملاذات الآمنة للمشردين من ابناء المناطق المجاوره والمناضلين الذين كانوا يقاومون التعسف ومحاولات قمع المد الثوري المتصاعد في ذلك الزمن من التاريخ
وهانحن اليوم نفتقد المناضل الكبير العميد قاسم جعوال كما افتقدنا القائد والمعلم علي ناجي جعوال والعديد من الشهداء والفقداء الذين زاملوا ه وارسوا اللبنات الاولى للعمل الوطني والحزبي في منطقة مُريس امثال الشهيد سعيد القاضي والمناضل الكبير الفقيد محمد سعيد الجماعي وغيرهم من المناضلين الذين نالوا الشهادة او اولئيك الذين لايزالون احياء يواصلون السير على درب النضال الطويل
لقد كان الراحل مناضلاًمن الطراز الثوري النادر اذجمع بين سمات القائد الفذ ّ والشجاع في صيروة النضال الوطني وسلوك المناضل الثوري والشخصية الاجتماعية التي حُظيت بحب الناس لها وهوما اكسبه مكانةٍ وازنةٍ في صفوف الجماهير ظل يتمتع بها طوال حياته وستبقى خالده بعد مماته
اتصف الفقيد بالحكمة والعقل الزين والفكر المنفتح على الاخرين مهما اختلف معهم .. عرفته منذُ مطلع السبعينيات وارتبطت معه من خلال عملنا الحزبي والسياسي طوال سنوات مضت من تاريخ نضالنا الوطني المرير ستظل محل اعتزاز في نفسي وذاكرتي ما حُييت
إن الحديث عن الراحل يطول والحزن لايزال يخيم عن فقدانه ولكنه وان رحل فستظل صفاته ومزاياه محفورةٍ في وجدان المناضلين والأجيال الصاعدة.
ويمكني وبإيجاز أن أسطر بعض الاحرف عن سيرة حياته حسب ما اعرف ولرفاقه الاخرين ان يضيفوا … وذلك على النحو التالي:
- هو من مواليد قرية بيت جعوال عزلة المجانح منطقة مُريس مديرية قعطبه محافظة الضالع.
- تأثر بالافكار الوطنية منذُصباه وكان من الشباب الذين ساندوا ثوار الجبهة القوميه لتحرير جنوب اليمن المحتل جنباًالى جنب مع القائد السبتمبري الاكتوبري علي ناجي جعوال.
- التحق في صفوف الحزب الاشتراكي اليمني منذُ مطلع السبعينيات.
- تدرج في الهرمي التنظيمي الحزبي حتى وصل عضوية لجنة المحافظة.
- تحمل مسؤلية في قيادة الجبهة الوطنية الديمقراطية في منطقة مُريس وقعطبة.
- كان من القيادات الحزبية البارزه في مديرية قعطبه وعضواً في منظمة الحزب فيها.
- كان احد القيادات العسكرية البارزه لما عُرف حينذا كـ (قوات الشعب الثورية المسلحة) الجناح العسكري للجبهة الوطنية الديمقراطية ابان الصراع المسلح بين السلطة في صنعاء والجبهة.
- قام بعدد من المهام العسكرية وقاد المجموعات التي كانت تقاوم الحملات العسكرية من قبل النظام السابق وقتذاك.
- حاصل على عدد من الدورات العسكرية والسياسيه وترقى رتبة العميد.
- حاصل على دورات حزبية وثقافية متعددة.
- على يده التحق العديد من المناضلين في صفوف الحزب والجبهة وتتلمذ العديد منهم من خلال توجيهاته وتعليماته.
- ظل نظيف اليد والقلب والمسار ولن ينثني لا للترغيب أو الترهيب في ظروف الانحسارات وتقلبات المراحل.
- كان أبرز الواجهات الاجتماعية في المناطق الوسطى وله اسهاماتٍ كبيره في النشاطات الاجتماعية والجماهير واصلاح ذات البين في المنطقة والمحافظه وذاعت سمعته و صيته في مناطقٍ شتى من البلاد.
هكذا ظل شامخاً كالطود حتى وافاه الاجل ولن يفرط قيد أُنمله عن المبادئ والاهداف التي آمن بها وتعرض للمخاطر من اجل تحقيقها وظل وفيّاًلخيارات الشعب واهدافه الساميه حتى الرمق الاخير
أصدق التعازي والمواساة لابنائه واحفاده وذويه ومحبيه ورفاق دربه داخل الحزب الاشتراكي اليمني وخارجه.
تغمده الله في فسيح جناته مع الخالدين الأبرار وخلّده التاريخ في أنصع اللوحات.