صحيفة الثوري- متابعات
أجلت النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق الممرضة الهندية نيميشا بريا، والتي أدينت بقتل شريكها اليمني عام 2017.
جاء التأجيل، الذي كان مقررًا يوم 14 يوليو وتأجل لأجل غير مسمى، نتيجة لجهود دبلوماسية مكثفة تقودها وزارة الخارجية الهندية، بالإضافة إلى ضغوط أهلية لقبول الديةوكانت بريا قد حكم عليها بالإعدام عام 2018، وتم تأييد الحكم لاحقًا.
تفاصيل القضية
بحسب رواية أسمهان الإرياني، وصلت الممرضة نيميشا بريا، البالغة من العمر 36 عامًا ومن ولاية كيرالا الهندية، إلى اليمن في عام 2008 للعمل كممرضة برفقة زوجها وابنتها.
في عام 2014، ومع تفاقم الأزمة المالية، عاد زوجها وابنتها إلى الهند، بينما بقيت نيميشا في اليمن بسبب عملها، تزامناً مع الأحداث العاصفة التي شهدتها صنعاء وسقوط السلطة الشرعية.
في عام 2015، قامت نيميشا بالتعاون مع شاب يمني يدعى طلال عبده مهدي، بفتح عيادتها الخاصة في صنعاء، حيث لا يسمح القانون اليمني بإنشاء العيادات والشركات التجارية إلا للمواطنين اليمنيين.
بدأ مهدي في حصد جميع إيرادات العيادة، وتحول إلى العداء عندما استجوبته نيميشا بشأن السرقات ثم هددها وزور وثائق للزواج منها وحوّل ديانتها إلى الإسلام.
ادعت نيميشا أن حياتها تحولت إلى جحيم بعد أن صادر مهدي جواز سفرها لضمان عدم مغادرتها اليمن، وعذبها تحت تأثير المخدرات وهددها عدة مرات تحت تهديد السلاح، وأخذ كل الأموال من العيادة ومجوهراتها.
زعمت نيميشا أنها اشتكت للشرطة لكنها حُبست لستة أيام، وبعد خروجها زاد مهدي في تعذيبها ٲدركت أنها لن تستطيع العيش حياة طبيعية، فبدأت في التخطيط لقتله بمساعدة ممرضة يمنية تدعى حنان.
يوم الجريمة والمحاكمة
في 25 يوليو 2017، حاولت نيميشا وحنان تخدير طلال مهدي لاستعادة جواز سفرها حسب ادعائها حقنتاه بمهدئات، لكن بسبب تعاطيه للقات بكثرة، لم يؤثر فيه المخدر، فزادتا الكمية بشكل كبير، مما أدى إلى انهياره ووفاته في غضون ساعات قليلة لم يجدا مكاناً لدفنه، فقاما بتقطيعه ووضعه في كيس من البوليثين وإلقائه في خزان المياه بشقتها.
بعد الجريمة، هربت نيميشا إلى سيئون بحضرموت وعملت في مستشفى هناك بعد أيام، اشتكى السكان من رائحة كريهة في خزان المياه قرب عيادتها القديمة، واكتشفت جثة مهدي المقطعة.
أطلقت الشرطة حملة مطاردة مكثفة، وتم القبض على نيميشا في سيئون بعد 33 يومًا من هروبها، بالإضافة إلى الممرضة حنان المتورطة في الجريمة.
في يوليو 2017، اعتُقلت نيميشا بريا. استمرت محاكمتها لما يقارب ثلاث سنوات، وفي عام 2020، حكمت عليها محكمة ابتدائية بالإعدام وفي نوفمبر 2023، أيد مجلس القضاء الأعلى في مناطق سيطرة الحوثي الحكم.
الجهود الدبلوماسية الهندية
عملت السلطات الهندية بلا كلل لإلغاء حكم الإعدام، لكن صعوبة الوصول إلى مناطق سيطرة الحوثيين أعاقت جهودها. تركز نشاط المسؤولين الهنود على لقاءات مع مسؤولين في الحكومة المعترف بها دولياً في عدن.
صرح المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية، راندير جايسوال، أن الحكومة على علم بالحكم وتقدم كل الدعم الممكن لبريا وعائلتها. وكافحت عائلة بريا، وخاصة والدتها بريما كوماري، لإطلاق سراحها سافرت بريما إلى اليمن للتفاوض مع أقارب الضحية للحصول على عفوهم، لكن جهودها باءت بالفشل.
وقالت والدة الممرضة: “لقد عملنا بلا كلل لإنقاذ حياة نيميشا بريا، لكن جهودنا ذهبت سدى. تمكنا من جمع 40 ألف دولار (حوالي 34,20,000 روبية هندية)، وكنا مستعدين لجمع المزيد لإنقاذها”.
وفي 10 يناير، تم تأييد حكم الإعدام بحق الممرضة بتهمة القتل العمد.