دمشق – “صحيفة الثوري”:
فشلت جولة المفاوضات التي عقدت في العاصمة السورية دمشق بين الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في التوصل إلى أي اتفاق، وسط خلافات عميقة بشأن ملفات حساسة أبرزها هوية الدولة، ودمج القوات الكردية، ومستقبل المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية.
المباحثات التي جرت يوم الأربعاء بحضور وفد كردي رفيع بقيادة القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، جاءت في إطار مساعٍ أميركية لدفع الطرفين نحو تفاهمات نهائية على أساس اتفاق 10 مارس الماضي، الذي تضمن بنودًا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في مناطق “قسد” ضمن إدارة الدولة السورية.
ورغم الزخم الذي سبق اللقاء، أكدت مصادر إعلامية مقربة من الحكومة السورية أن المباحثات انتهت دون أي نتائج، وسط تمسك وفد “قسد” بمطالب وصفت بأنها “متشددة”، تضمنت تغيير اسم البلاد إلى “الجمهورية السورية”، واعتماد نظام اللامركزية، وضمّ قوات “قسد” إلى الجيش السوري كوحدة مستقلة، إضافة إلى رفض تسليم محافظتي الرقة ودير الزور دون تحقيق هذه الشروط.
من جانبها، طرحت الحكومة السورية حلولاً وصفتها بـ”الواقعية”، شملت التدرج السياسي ومنح صلاحيات إدارية موسعة في إطار الدولة الواحدة، لكنها قوبلت برفض من الجانب الكردي.
وعقب انتهاء المباحثات، شددت الحكومة السورية في بيان رسمي على تمسكها بوحدة سوريا، ورفضها لأي مسار يؤدي إلى التفكك أو التقسيم، مؤكدة أن الرهان على الأجندات الخارجية أو المشاريع الانفصالية “رهان خاسر”، وداعية إلى عودة مؤسسات الدولة إلى كامل الجغرافيا السورية.
في المقابل، وجّه المبعوث الأميركي توم باراك انتقادات لاذعة لموقف “قسد”، واصفًا أداءها بـ”البطيء” في التفاوض، ومشيرًا إلى أن الفيدرالية “لا تصلح في سوريا”، وأن الخيار الوحيد المتاح هو “الاندماج الكامل في الدولة السورية”.
وقال باراك في تصريح لوكالة “أسوشييتد برس”: “قوات سوريا الديمقراطية تصر على البقاء ككتلة موحدة داخل الجيش السوري، وهذا مطلب غير واقعي ويُعد عقبة حقيقية في طريق التفاهمات”، معربًا في الوقت نفسه عن تقديره لما وصفه بـ”المرونة والحماسة” من قبل السلطات السورية للتوصل إلى تسوية شاملة.
من جهته، أدان “الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري” تصريحات المبعوث الأميركي، معتبرًا أنها مجحفة بحق “قسد” وتزيد من تعقيد المشهد السياسي، مؤكدًا أن تلك التصريحات “تنتقص من جهود طرف رئيسي في مكافحة الإرهاب”.
ويأتي فشل المفاوضات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات مستمرة، وسط ضغوط دولية متزايدة لدفع الفرقاء السوريين نحو حلول سياسية شاملة، تنهي سنوات من النزاع والانقسام.