آخر الأخبار

spot_img

في اليوم التاسع للحرب الإسرائيلية–الإيرانية: الولايات المتحدة تنفذ ضربة جوية على منشآت نووية إيرانية.. وضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران

“صحيفة الثوري” – متابعات:

شهد اليوم التاسع من الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران تطورًا مفصلياً، تمثل في تنفيذ الولايات المتحدة ضربة جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، في أول تدخل عسكري مباشر منذ اندلاع الصراع. وفي الوقت ذاته، صعّدت إسرائيل من عملياتها داخل الأراضي الإيرانية، معلنة اغتيال ثلاثة من كبار القادة في الحرس الثوري، بينما ردّت إيران بموجة جديدة من الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، في تصعيد ينذر بانفجار إقليمي واسع النطاق.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، عبر منصته “تروث سوشيال”، أن قاذفات استراتيجية أميركية من طراز B-2 نفذت ضربة ناجحة للغاية استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، المعروفة بـ”مطرقة الإله”. وأكد ترامب أن العملية تأتي في سياق منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقال: “لا يمكن السماح لطهران بأن تمتلك هذا النوع من القوة”. وفي أعقاب الضربة، أعلنت إيران أن الهجوم لم يؤدِ إلى تسرب إشعاعي، لكنه ألحق أضرارًا كبيرة بالمعدات والبنية التحتية في المواقع المستهدفة. ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية الضربة بأنها عدوان مباشر، محذرة من رد مدوٍّ يستهدف المصالح الأميركية في المنطقة.

بالتزامن، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل إيران، ونفذت غارات دقيقة على أهداف نوعية، أبرزها ضربة استهدفت مبنى سكنيًا في منطقة سالارية بمدينة قم، أدت إلى مقتل ثلاثة من أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، هم: سعيد إيزدي، المسؤول عن العمليات الخارجية في فيلق القدس، وبهنام شهرياري، خبير تقنيات الاتصالات العسكرية، وأمين بور جوداكي، مشرف وحدة الطائرات المسيّرة بعيدة المدى. كما طالت الضربات الإسرائيلية مواقع عسكرية في شيراز وكرمانشاه والأهواز، بينها بطاريات دفاع جوي ومنشآت دعم تقني مرتبطة ببرنامج الصواريخ الإيراني.

بالمقابل ردّت طهران بسلسلة هجمات صاروخية ومسيّرة استهدفت مدنًا إسرائيلية، من بينها تل أبيب وبئر السبع وحيفا. وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن مستشفى “سوروكا” في بئر السبع أصيب إصابة مباشرة بصاروخ من طراز “سيجل”، ما أسفر عن إصابة عدد من المرضى والكوادر الطبية، فيما تضررت بنايات سكنية ومرافق خدمية في وسط تل أبيب. ورغم اعتراض العشرات من القذائف عبر منظومة “القبة الحديدية”، تمكنت بعض المسيرات من اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى أهدافها في صحراء النقب ومنطقة عسقلان.

دوليًا، عبّرت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” من تصعيد قد يقود إلى مواجهة إقليمية شاملة، بينما طالبت روسيا والصين بوقف فوري “للتدخل الأميركي السافر”، وحذرتا من أن استمرار الهجمات سيشعل صراعات متعددة في الخليج والبحر الأحمر. وأرجأت الأطراف الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، أي جهود وساطة في جنيف بعد التصعيد الأميركي، معتبرة أن ظروف التفاوض باتت “شبه معدومة”.

ووفق الحصيلة العسكرية والدبلوماسية ليوم السبت 21 يونيو، فإن الضربة الأميركية مثّلت تحولًا جوهريًا في مسار الحرب، بعد أن ظلّت واشنطن تلتزم دورًا داعمًا غير مباشر لإسرائيل. في المقابل، أظهر الرد الإيراني قدرة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ والمسيرات رغم الضربات المتواصلة. وفي ظل انسداد الأفق السياسي، وتزايد المخاطر على المنشآت المدنية والعسكرية، يبدو أن الحرب تدخل مرحلة جديدة أكثر اتساعًا وتعقيدًا، مع ترقّب حذر لما قد يحمله اليوم العاشر من تطورات.