“صحيفة الثوري” – متابعات:
في تصعيد جديد، دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل يومها الثامن، إذ شهدت الساعات الممتدة من فجر الجمعة حتى فجر السبت مرحلة جديدة من الحرب المباشرة بعد سلسلة من الضربات المتبادلة التي هزت المنطقة وأثارت مخاوف دولية من اتساع رقعة الصراع.
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اغتيال عالم نووي إيراني رفيع في شقته الآمنة بطهران، في عملية وصفها مراقبون بأنها “ضربة استباقية” للبرنامج النووي الإيراني. وفي تطور موازٍ، أعلن الإعلام الإيراني عن عملية دقيقة لسلاح الجو الإسرائيلي أسفرت عن اغتيال شخصية رفيعة في منطقة “سالارية” بمدينة قم، وسط تقارير أولية أفادت بمقتل شخص وإصابة اثنين في مبنى سكني استُهدف هناك، قبل أن تؤكد مصادر محلية لاحقًا مقتل شخصين في الهجوم ذاته على المبنى السكني في قم، ما يضيف بعدًا جديدًا لنطاق الضربات الإسرائيلية داخل العمق الإيراني.
وردت إيران بإطلاق موجة صاروخية ضخمة شملت إطلاق 30 صاروخاً على الأقل، استهدفت تل أبيب، وحيفا، والقدس، والنقب، موقعة أضراراً بشرية ومادية واسعة. ووفقاً لوزارة الصحة الإيرانية، فقد أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية عن سقوط 400 قتيل و3000 جريح، إثر قصف مكثف استهدف مناطق نطنز وأصفهان، وقبة مفاعل آراك النووي، ما تسبب بدمار واضح في المنشآت النووية وأثار مخاوف من كارثة إشعاعية. وفي الجانب الإسرائيلي، سقطت صواريخ على مسجد في مدينة حيفا، وأُصيب 12 شخصاً بينهم حالات وُصفت بالخطيرة.
شنّ سلاح الجو الإسرائيلي 15 غارة جوية مركزة استهدفت منصات صواريخ إيرانية غرب إيران. وفي المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن “الموجة 17 من الوعد الصادق 3″، باستخدام صواريخ بعيدة المدى، ضمن رد شامل طال مواقع عسكرية ومراكز إعلامية إسرائيلية، بينها استهداف مقر البث الميداني للقناة 14 الإسرائيلية في مدينة حيفا. ورداً على ذلك، نشرت إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي “برق” للتصدي للهجمات المستمرة.
في خضم التصعيد، دفعت الولايات المتحدة بمقاتلات F-22 إلى الأردن، ووجهت حاملة الطائرات “نيميتز” إلى المنطقة، في إطار تعزيز الردع الإقليمي. كما شهدت جنيف اجتماعات دبلوماسية مكثفة بين وزراء أوروبيين وإيرانيين لمناقشة تطورات الملف النووي.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح إيران “أسبوعين” كحد أقصى للتراجع، محذراً من أن طهران “على بعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي”. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح بأن “إيران إرهابية ولا يجب أن تمتلك نووياً.. هدفنا تدمير برنامجها النووي بالكامل”، فيما قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن “العدو الصهيوني يلاقي جزاءه الآن”. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن الضربات أخّرت البرنامج النووي الإيراني لمدة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام.
تصاعدت المخاوف من تسرب إشعاعي محتمل في حال استهداف منشأة بوشهر النووية، كما أثارت الغارات الإسرائيلية التي طالت جنوب لبنان مخاوف من توسيع نطاق الصراع، وسط نشاط مكثف لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط وتحركات جوية غربية مكثفة.
إيران أعلنت رفضها التفاوض على برنامجها الصاروخي، مشترطة وقف الهجمات الإسرائيلية كشرط مسبق، فيما دعت جامعة الدول العربية إلى اجتماع عاجل في مدينة إسطنبول لبحث الأزمة المتصاعدة. وتتزايد التحذيرات الغربية من أن إيران قد تبلغ مرحلة القدرة النووية الكاملة خلال أسابيع.
هذا التصعيد الدامي الذي ميّز اليوم الثامن من الحرب، الممتد من فجر الجمعة حتى فجر السبت، يضع المنطقة بأسرها على شفا مواجهة شاملة، بينما تتعثر الجهود الدبلوماسية وتبدو عاجزة عن احتواء الانفجار المتسارع في المواجهة بين طهران وتل أبيب.