آخر الأخبار

spot_img

التطرف السياسي الديني قد يولد حركات متطرفة

“صحيفة الثوري” – كتابات:

صادق عبده سعيد

التطرف عكس الاعتدال، وهو الخروج عن القواعد الفكرية والقيم والمعايير والأساليب السلوكية في المجتمعات، ويتحول هذا من فكر إلى سلوك يومي أو عمل سياسي، ويلجأ صاحبه إلى استخدام القوة والعنف كوسيلة لفرض ذلك الفكر (جمود عقائدي وانغلاق عقلي).

وقد يكون ذلك التطرف إما دينيًا، أو طائفيًا، أو سياسيًا، أو قوميًّا، أو حتى علمانيًا حداثيًا، فلا فرق بينهم سوى المبررات التي يعتمدون عليها لإلغاء الآخر.

وعندما تثار الحروب، تطفو على السطح حركات ومكونات قومية أو سياسية أو طائفية لأسبابها.

وفي الآونة الأخيرة، برزت في اليمن حركة اسمها القومية اليمنية (أقيال)، وأوعزوا خروجها كنتيجة أو رد فعل عندما سيطرت جماعة الحوثيين على السلطة في اليمن وانقلابهم على الدولة، وتُعتبر الهاشمية هي الحامل الاجتماعي للحوثيين، وسيطروا على معظم اليمن، وبدأت بنشر فكر الاصطفاء الإلهي للسلالة الهاشمية، وأحيت فكر الإمامة الهادوية، واحتقار التاريخ والحضارة اليمنية.

فمثلًا، ترى الهاشمية الأحقية في الحكم بموجب الاصطفاء والعرق، وبحجة أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منهم.

فنجد حركة الأقيال تقول: لا، أن نحكم اليمن بعيدًا عن المتوردين من خارج اليمن (فرس، أحباش، هواشم)، واستنادًا إلى قوميتهم اليمنية، وجذورهم المتأصلة، وحضارتهم العريقة منذ آلاف السنين، حسب قولهم.

وأيضًا مثلًا آخر، يرى الإسلاميون ومنهم الهاشميون، حسب الكتب الدينية، بأن الأسود العنسي ادعى النبوة وارتد عن الإسلام، بينما تيار العباهلة من حركة أقيال يقول بأن الأسود العنسي كان ثائرًا وطنيًا ضد المتوردين الفرس، وأُلبس هذه التهمة لاستمرار حكم الفرس لليمن آنذاك.

إذن، فالهاشمية السياسية تحكم بموجب الاصطفاء الإلهي والعرق، بالاتكاء على الموروث الديني، وهذا تطرف وعنصرية بحد ذاته.

والحركة القومية اليمنية (أقيال) تقول إنها تنتمي أو تعود إلى حمير، وحمير لا تمثل كل اليمن شمالًا وجنوبًا، وهذه مناطقية. وأيضًا يستندون إلى قوميتهم وحضارتهم، وحكمهم لليمن منذ آلاف السنين، ويدّعون محاربة الهاشميين بالعرق، وهذا الأخطر، إذ يوجد هاشميون ضد الحوثيين إلى اليوم، وهذا تطرف.

وهذه الحركة إلى الآن لا توجد لديها قيادة، ولا رؤية، ولا أهداف واضحة.

وعلى كل ما سبق، فإن التطرف لا يُعالج بتطرف آخر، أيًّا كان نوعه. فالتطرف هو ادعاء الأفضليات: “نحن أفضل منهم”، و”ديننا أفضل من الأديان الأخرى”، و”قوميتي أفضل من القوميات والأمم”، لدرجة الزعم بامتلاك الحقيقة، وهي تلك البذرة الأولى للتطرف والتعصب والعنف.

أولًا، لابد من إنهاء هذه العناصر والزعم بامتلاك الحقيقة، فعنفان لا يولدان سلامًا، وظلمان لا يولدان عدالة.

لابد من نشر القيم والمبادئ التي تحثنا على المساواة والتسامح والعدالة، وحل الخلافات بالحوار المشترك الإنساني.

ولابد من الاعتراف بالآخر على مبدأ المساواة، والإقرار بالتعددية، والتنوع، ونبذ التمييز، سواء كان دينيًا أو طائفيًا أو لونًا أو جنسًا أو اللغة أو حتى الأصل الاجتماعي.

وعلى مدى التاريخ اليمني، المتوردون إلى اليمن (بريطاني، حبشي، فرس، هواشم) لم يخرجوا أو يخضعوا لليمنيين إلا بثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وبقيادة وأهداف واضحة، ومن ضمن تلك الأهداف إزالة الفوارق والتمييز بين الطبقات. فتمكن اليمنيون من دولتهم، ومع ذلك، وُجدت الإخفاقات بين حين وآخر، نتيجة الفجوات التي أنتجتها الصراعات السابقة مع المتوردين،

على كل الحركات الاسلامية قراءة التاريخ الاسلامي جيدا وأسباب سفك الدماء بين المسلمين الا هذه الترهات وإحياء عصبية الجاهلية

خرافة الولاية ، والخلافة ، والامارة، وكلها ادوات استعباد الانسان بصبغة دينية ليست من روح الاسلام ولايوجد اي نص ديني ينص على الاحقية في الحكم او نوعه، فنوع الحكم او السلطة يقرره الشعب ككل وليست طائفة أو حزب معين، مالم فسوف نرى حركات متطرفة وربما إلحادية

وعلى حركة القومية اليمنية النأي عن الخطاب المتطرف المعادي للإمام علي وذريته، لأن ذلك سيؤكد لنا أن الحركة مخترقة، وهي خدمة مجانية تُقدَّم لجماعة الحوثيين بتجييش ورفد الجبهات بالأسر الهاشمية، ليحتموا بما يرون أنه سيحميهم من هؤلاء.

ولابد من تأطير الصراع القائم بعيدًا عن العرق أو الطائفة، فالمعركة متعلقة بمفاهيم الدولة، والقانون، والمساواة، والعدالة الاجتماعية.