“صحيفة الثوري” – متابعات:
دخل الصراع العسكري بين إسرائيل وإيران يومه السابع، وسط تصعيد غير مسبوق في وتيرة العمليات العسكرية وتبادل الضربات الجوية والصاروخية، وتركّز القصف على مواقع حيوية، من بينها منشآت نووية، ما ينذر باتساع رقعة الحرب لتشمل أطرافًا دولية وإقليمية.
ففي الساعات الممتدة من فجر الخميس حتى فجر الجمعة، وجّه الجيش الإسرائيلي إنذارات بإخلاء قريتي “آراك” و”خونداب” الإيرانيتين القريبتين من أحد المفاعلات النووية، أعقبه إعلان رسمي عن استهداف مفاعل “آراك” البحثي. من جانبها، أطلقت إيران موجة صاروخية وصفت بأنها “واسعة”، استهدفت العاصمة الإسرائيلية تل أبيب ومدينة حيفا، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع إصابات وأضرار مادية في منطقة بورصة الألماس ومركز “سوروكا” الطبي.
وأعلن “الحرس الثوري الإيراني” تنفيذ “الموجتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة” من هجماته تحت مسمى “الوعد الصادق 3″، مشيرًا إلى استهداف مقرات عسكرية داخل إسرائيل. وردّت تل أبيب بغارات جوية على مواقع عسكرية وأمنية في كل من طهران وجرجان وشيراز وبوشهر، بينما أعلنت الدفاعات الإيرانية إسقاط طائرات مسيرة وإفشال هجمات جديدة.
وفي خضم التصعيد، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده “قادرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية”، مضيفًا أن “تغيير النظام في طهران قد يكون نتيجة حتمية لهذه الحرب”. بينما وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي اتهامًا مباشرًا للمرشد الإيراني علي خامنئي بالمسؤولية عن “السعي لتدمير إسرائيل”، مؤكدًا أنه “لا يمكن السماح ببقائه”.
من جانبها، حذّرت إيران من أن أي تدخل أمريكي سيُقابل برد “قاسٍ ومباشر”، معلنة في الوقت ذاته اعتقال 18 شخصًا قالت إنهم “عملاء لإسرائيل” متورطون في تصنيع طائرات مسيّرة داخل الأراضي الإيرانية.
إقليميًا، نقلت تسريبات إعلامية عن تحذير سعودي مسبق لطهران من احتمال توجيه ضربة إسرائيلية، في حين أعلنت روسيا رفضها استهداف مفاعل “بوشهر” الذي يعمل فيه خبراء روس، وطالبت بوقف الهجمات. من جهتها، دعت الصين إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، بينما ذكرت تقارير استخباراتية رصد تحركات لطائرات شحن صينية باتجاه إيران.
أما في الداخل الإيراني، فقد شهدت البلاد انقطاعًا واسعًا لخدمة الإنترنت، بالتزامن مع بدء عدد من السفارات، بينها سفارتا أستراليا والتشيك، إجلاء بعثاتها من طهران. وفي إسرائيل، أعلنت السلطات إجلاء مئات السكان من مناطق في تل أبيب، فيما تعرّض منزل السفير النرويجي لهجوم صاروخي، وفق مصادر أمنية.
وفي واشنطن، أكّد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصدد اتخاذ قرار خلال أسبوعين بشأن إمكانية انخراط الولايات المتحدة في النزاع، بينما أشارت تقارير إلى وجود مفاوضات سرية بين واشنطن وطهران لتفادي انفجار الصراع بشكل أوسع.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، تُعقد اجتماعات دبلوماسية طارئة في جنيف ومقر الأمم المتحدة، في محاولة لاحتواء الموقف، بينما تتزايد المخاوف الدولية من خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة مع تهديدات متكررة بإغلاق مضيق هرمز واستنفار واسع للقوى العسكرية الكبرى في المنطقة.