آخر الأخبار

spot_img

منشأة “فوردو” النووية الإيرانية في عمق الجبل: إسرائيل تدرس خيارات معقّدة وأميركا تملك السلاح الوحيد

“صحيفة الثوري” – تقارير :

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تحقيق موسّع، عن تفاصيل التحصينات الفائقة لمنشأة “فوردو” النووية الإيرانية، التي تُعدّ الأكثر مناعة بين المنشآت النووية في البلاد. وبحسب الصحيفة، فإن الوصول إلى هذه المنشأة يتطلب قدرات عسكرية نوعية، لا تتوفر إلا لدى الولايات المتحدة، وسط محاولات إسرائيلية متكررة لصياغة سيناريوهات هجومية بديلة.

فوردو تحت الجبل.. قنبلة واحدة قادرة على اختراقه

ذكر التقرير أن منشأة “فوردو” بُنيت في أعماق جبل، ما يجعلها عصيّة على أي هجوم تقليدي. وأوضح أن القنبلة الوحيدة المعروفة القادرة على تدميرها هي القنبلة الأميركية “الخارقة للتحصينات” (Bunker Buster)، التي تزن 30 ألف رطل، ويبلغ طولها 20 قدمًا، ولا يمكن حملها إلا على متن القاذفة “B-2” الشبحية.

> “هذه القنبلة صُمّمت لتدمير المخابئ المدفونة عميقًا، وتحتوي على غلاف فولاذي سميك يتيح لها اختراق الصخور والخرسانة قبل الانفجار”، تقول الصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن هذه القنبلة تحتوي على كمية متفجرات أقل من القنابل التقليدية، لكنها تعتمد على الطاقة الحركية والاختراق العميق للوصول إلى الهدف.

الهروب من مصير تموز

بُنيت “فوردو” بعمق كبير لتجنّب مصير مفاعل “تموز” النووي العراقي، الذي دمرته إسرائيل في عام 1981 بسهولة، نظراً لبنائه فوق الأرض. وبحسب التقرير، أرادت إيران ضمان أن أية عملية عسكرية لن تتمكن من تكرار ما حدث في بغداد.

منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم (أ.ف.ب)

خطط إسرائيلية متعددة لضرب المنشأة

خلال السنوات الماضية، وضعت إسرائيل أكثر من خطة لاستهداف منشأة فوردو، إحداها قدمتها لإدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وتشمل إنزال قوات كوماندوز بواسطة مروحيات لاقتحام الموقع وتفجيره من الداخل.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل نفّذت “عملية مشابهة في سوريا عام 2024، عندما دمرت منشأة لإنتاج الصواريخ تابعة لحزب الله”.

> “نفّذ الإسرائيليون كثيراً من العمليات السرية مؤخرًا، لكن المشكلة أن فوردو تظل هدفًا بالغ الصعوبة”، قال الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية.

سفير إسرائيل يلمّح لخيارات بديلة

وفي سياق متصل، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، في مقابلة تلفزيونية إن هناك “خيارات متاحة” للتعامل مع منشأة فوردو، دون أن يوضح ماهيتها.

> “ليس كل شيء يعتمد على الإقلاع والقصف من بعيد”، أضاف ليتر، في إشارة إلى احتمال لجوء إسرائيل إلى عمليات خاصة أو بدائل غير تقليدية.

تهديد استراتيجي دائم

تُعدّ منشأة فوردو إحدى أكثر النقاط حساسية في البرنامج النووي الإيراني، وتشكل، بحسب الخبراء، عقدة معقّدة في أي سيناريو تصعيد عسكري مع طهران، سواء من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل.

وينتهي التقرير بتأكيد أن “الخيارات المتاحة لضرب فوردو محدودة وخطيرة، والقرار بشأنها سيكون مكلفًا سياسيًا وعسكريًا في آن معًا”.