(تونس) – “صحيفة الثوري”:
منحت اللجنة العلمية لجائزة “محمود درويش للشعر والأدب والفنون” في دورتها الأولى الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد، تكريماً لمسيرته الشعرية والوطنية الغنية، وذلك خلال حفل ثقافي احتضنه قصر السعيد بالعاصمة تونس، وفقاً لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
الجائزة التي أُطلقت حديثاً بمبادرة من مركز الفنون والثقافة والآداب، وكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، وكرسي الإيسيسكو “ابن خلدون للثقافة والتراث”، تضاف إلى جائزة أخرى تحمل اسم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش وتمنحها سنوياً مؤسسة محمود درويش للثقافة والإبداع في رام الله.
وفي كلمة له خلال حفل التكريم، اعتبر رئيس لجنة التحكيم، المؤرخ عبد الحميد لرقش، أن منح الجائزة لأولاد أحمد هو “احتفاء بروحين شعريتين امتزج فيهما الوطن بالقضية”، مشيراً إلى الصداقة الخاصة التي جمعت الشاعرين، رغم بُعد المسافات، قائلاً: “لم تجمعهما الجغرافيا بقدر ما جمعتهما اللغة والكرامة”.
وأضاف لرقش أن محمود درويش أقام في تونس في سنوات المنفى بين 1982 و1993، وكتب عنها بشغف، قائلاً في إحدى قصائده: “كيف نُشفى من حب تونس؟”، فيما رأى أولاد أحمد في فلسطين مرآةً للحق والحرية والكرامة.
وتابع: “كان أولاد أحمد شاعر الشارع والحرية، وليس شاعر النخبة، صوته ظل متمرداً، عصياً على الترويض، حاملاً وجع سيدي بوزيد، ومبشّراً بقصيدته بثورة لم تتأخر”.
تخلّل حفل التكريم معرض وثائقي بعنوان “خرائط تاريخية لفلسطين”، كما قدّمت الفنانة عايدة نياطي باقة من أغاني التراث الفلسطيني ومختارات غنائية من أشعار أولاد أحمد، في مشهد احتفائي ربط الشعر بالأرض والقضية.
وتسلّمت الجائزة السيدة زهور، زوجة الشاعر الراحل، إلى جانب ابنتهما كلمات.
يُشار إلى أن جائزة محمود درويش الجديدة تُشرف عليها لجنة علمية تضم المؤرخة ووزيرة الثقافة السابقة لطيفة لخضر، والمؤرخ فوزي محفوظ، إلى جانب رئيسها عبد الحميد لرقش، وتهدف إلى تكريم الأصوات الإبداعية التي تُجسّد القيم الجمالية والإنسانية التي حملها الشاعر الفلسطيني الراحل.