آخر الأخبار

spot_img

عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية

“صحيفة الثوري” – كتابات:

خالد عبدالهادي

إذا جاز أن تكون الأيام الخمسة من الحرب الإسرائيلية الإيرانية كافية لاستخلاصات، فأولها أن إيران مقارنة بأدائها كانت تبالغ في تقدير المكانة التي تطلبها لنفسها.

قدرة ضئيلة على الردع مع عجز عن ضرب أهداف حيوية أو حتى عسكرية، وأمن استخباراتي رث موجه لمراقبة الداخل وقمعه في مقابل أداء خارجي بالغ الكارثية، فضلاً عن بلاء عسكري مطبوع بطابع حروب الفصائل: إطلق الصواريخ فحسب وتلقَ سائر الضربات.

من الواضح أن حرباً ضد إسرائيل هي آخر ما كان نظام الملالي يتمناه، أما وقد فُرضت عليه فإنه يخوضها متفادياً دفعها إلى ذروتها فيما عينه على صفقة ما أو وساطة إذ لا يريدها أن تكون آخر حروبه.

بتحرير الرد الإيراني من تهويل إعلام المحور والمزاج الشعبي العربي الغاضب والمتعطش لسماع شقشقة واجهات الأبراج الزجاجية في تل أبيب، تتضح صورة مختلفة ومحرجة.

بعبارة أخرى، إذا كان نثر حطام أسقف القرميد في أحياء تل أبيب وبضعة قتلى مدنيين هو ما فعلته مئات الصواريخ حتى الآن فهذا برمته ليس الردع الذي من شأنه إجبار الحكومة الإسرائيلية على تغيير قرارها الواضح في المضي بالحرب حتى النهاية.

ذلك أن النظام الإيراني استثمر في برنامجه الصاروخي جل ميزانيته العسكرية وطاقات خبرائه على حساب باقي النظم الدفاعية واعتمده سلاح الردع الأساس، إلا أنه اليوم لا يردع الإسرائيليين عن ضرب كل ما على وجه الأراضي الإيرانية وما تحتها.