آخر الأخبار

spot_img

‏هل لدى اسرائيل خطة لليوم التالي في ايران بعد ان حولتها إلى غزة اخرى .. بدون دفاع جوي

“صحيفة الثوري” – كتابات:

ديفيد اغتاشيوس – واشنطن بوست

شنت إسرائيل هجومًا بارعًا وسريًا فجر الجمعة، مستخدمة طائرات مسيرة وأسلحة أخرى كانت قد وضعتها مسبقًا في مواقع داخل إيران، حيث ضربت بدقة خلال ساعات الفجر من الظلام منازل محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وثلاثة جنرالات كبار آخرين.

كما أفادت التقارير بأن إسرائيل اغتالت أيضًا اثنين من كبار العلماء النوويين، وأكدت لقطات فيديو من طهران دقة الضربات — إذ أظهرت، على سبيل المثال، أن طابقًا واحدًا فقط من مبنى سكني قد تضرر بينما بقيت الطوابق الأخرى سليمة.

يقول الصحفي الإسرائيلي المعروف أمِت سيغال إن جهاز الموساد أنشأ قاعدة للطائرات المسيّرة في قلب طهران، وأشار إلى أن إسرائيل وضعت هذه الأسلحة داخل البلاد بجوار مجمّعات الدفاع الجوي وعلى مركبات متنقلة خاصة، بحيث يمكن تعطيل الدفاعات الإيرانية بالتزامن مع بدء الهجوم.

ويُقال إن إسرائيل استخدمت أكثر من 200 طائرة مقاتلة، نفذت الضربات في موجات متتالية، ما يُشير إلى أن إسرائيل، كما زعمت، قد دمرت إلى حد كبير الدفاعات الجوية الإيرانية في غارتها في أكتوبر، وأكملت المهمة في هجوم الجمعة، وبحلول يوم السبت، بدت إيران ضعيفة أمام الهجمات الجوية الإسرائيلية كما هو حال غزة.

كانت القوة الرادعة الرئيسية لإيران حتى خريف العام الماضي، تتمثل في ترسانة حزب الله الهائلة من الصواريخ في لبنان، وقد تم تحييد معظمها الآن بفعل الضربات الإسرائيلية، وأعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون يوم الجمعة أن بلاده ستبقى خارج النزاع، لكن لدى إيران وسائل أخرى للرد.

من بين الوسائل التي لم تحظَ بكثير من الانتباه علاقاتها مع فروع تنظيم القاعدة، وبحسب مسؤولين سابقين في مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، فإن طهران أقامت علاقات جيدة مع “الأمير الفعلي” الجديد لتنظيم القاعدة، سيف العدل، الذي تولى القيادة في 2023 بعد مقتل أيمن الظواهري.

ويقول هؤلاء المسؤولون السابقون إن سيف العدل ساعد في التخطيط لبرامج أسلحة الدمار الشامل مع أسامة بن لادن.

وقد يشكل فرع تنظيم القاعدة في اليمن تهديدًا خاصًا، إذ يقوده سعد بن عاطف العولقي، الذي نشر هذا الشهر مقطع فيديو مرعبًا يهدد فيه مسؤولين أمريكيين، وقال مخاطبًا أتباعه: “اطلبوا رؤوس أشرار الأرض وأكبر مجرميها”، وذكر بالاسم دونالد ترامب، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والرئيس التنفيذي السابق لشركة دوج إيلون ماسك، وأضاف: “لا توجد خطوط حمراء بعد كل ما حدث لشعبنا في غزة”.

وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، دعا العولقي المسلمين في أوروبا وأمريكا لضمان “ألا يكون هناك مكان آمن واحد لليهود”.

لا شك في براعة إسرائيل التكتيكية، لكن في هذا الهجوم الأخير على إيران — كما في الحملات السابقة في غزة ولبنان وسوريا واليمن — يبدو أن إسرائيل لم تُعِر الكثير من التفكير لما بعد “اليوم التالي”، فهل تسعى إسرائيل إلى تغيير النظام في إيران لتعديل مسارها الثوري بشكل دائم؟ أم أن هذه ضربة تهدف إلى شلّ التهديد النووي الإيراني لسنوات قليلة فقط، لكنها قد تؤدي إلى انفجار أكبر في المستقبل؟

وينطبق الأمر ذاته على دبلوماسية ترامب، فهل ينوي إنهاء الحرب الباردة مع إيران التي بدأت بثورة 1979 وهتاف “الموت لأمريكا” المتكرر؟

لقد أثبتت العقود الماضية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل أن الصراعات مع إيران يسهل إشعالها ويصعب إنهاؤها.