آخر الأخبار

spot_img

قرار غير مسبوق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران في دائرة الاتهام بعد عقدين من المراوغة النووية

“صحيفة الثوري” – تقارير:

في تطور هو الأول من نوعه منذ عشرين عاماً، تبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس، قرارًا حاسمًا يدين إيران لعدم وفائها بالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات النووية، ويحمّلها رسميًا مسؤولية إخفاء أنشطة ومواد نووية عن أعين المفتشين الدوليين.

القرار، الذي نال تأييد 19 دولة مقابل معارضة ثلاث وامتناع 11 عن التصويت، يشير بوضوح إلى أن طهران، ومنذ عام 2019، لم تُبدِ تعاونًا كافيًا مع الوكالة، لا سيما فيما يتعلق بجسيمات اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة مثل “لويزان-شيان” و”ورامين” و”تورقوزآباد”، مما يُعد خرقًا جوهريًا لاتفاق عدم الانتشار النووي.

وقالت مصادر دبلوماسية إن القرار جاء بعد سلسلة من التحقيقات التي كشفت عن قصور مستمر في التوضيحات الإيرانية، ما زاد من شكوك المجتمع الدولي حول وجود بُعد عسكري خفي للبرنامج النووي الإيراني، رغم نفي طهران المتكرر.

في السياق ذاته، أزاحت المعارضة الإيرانية المتمثلة في “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” الستار عن مشروع نووي سري جديد يحمل اسم “طرح کویر”، مؤكدة أن المشروع انطلق عام 2009 بتوجيه مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، ويُدار في منطقة الكوير بمحافظة سمنان، خلف واجهة برنامج فضائي، لكنه في الحقيقة امتداد لبرنامج “آماد” العسكري الذي أعلنت إيران إيقافه عام 2003.

وذكرت المعارضة أن أكثر من 400 خبير من منظمة الطاقة الذرية نُقلوا للعمل على المشروع تحت إشراف وزارة الدفاع، في مواقع وصفتها بـ”السرية”، تشمل “إيوانكي”، و”نور الدين آباد”، و”شاهرود”، بالإضافة إلى منشأة تُعرف بـ”موقع قوس قزح” يُعتقد أنها تُستخدم لاستخراج مادة التريتيوم اللازمة في الأسلحة النووية.

بدوره، شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في تقريره الأخير، على أن طهران لم تقدم حتى الآن ردودًا فنية مقنعة بشأن المواقع التي عُثر فيها على المواد المشبوهة، واتهمها بمحاولة تنظيف بعض المواقع في مسعى واضح لطمس الأدلة، ما أعاق عمل المفتشين.

وفي ظل هذه المستجدات، حذر مراقبون من أن هذا القرار قد يُمهّد لفرض عقوبات دولية جديدة، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية والدولية. بينما تمسكت إيران بموقفها الرافض للقرار، واعتبرته “مسيسًا وغير بناء”، متوعدة باتخاذ خطوات “ردعية” دون أن تحدد ماهيتها.

وتأتي هذه التطورات وسط دعوات متزايدة لاستئناف الجهود الدبلوماسية وتجنب أي تصعيد من شأنه زعزعة استقرار الشرق الأوسط، فيما تبقى الأنشطة النووية الإيرانية في قلب اهتمام المجتمع الدولي.