عدن – “صحيفة الثوري”
توفي الناشط السياسي الجنوبي أنيس الجردمي، اليوم، في المستشفى العربي الحديث بالعاصمة المؤقتة عدن، وذلك بعد يومين من نقله إليه إثر تدهور حالته الصحية، عقب احتجازه لأكثر من شهرين في أحد مقرات قوات الحزام الأمني.
مصادر محلية وحقوقية أفادت أن الجردمي كان قد اعتُقل على خلفية مواقفه السياسية المعارضة لبعض سياسات المجلس الانتقالي الجنوبي، وجرى نقله إلى المستشفى بعد تدهور حالته داخل مركز الاحتجاز، دون أن يُسمح لعائلته بزيارته أو معرفة وضعه الصحي.
وأثارت وفاته موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات من نشطاء وقيادات بفتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف ملابسات الاعتقال والمعاملة التي تلقاها داخل السجن، ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات.
وقال ناشطون إن الجردمي كان معروفاً بموقفه الحازم من القضايا الوطنية، وبصراحته في انتقاد بعض المسارات الخاطئة داخل المكونات الجنوبية، مؤكدين أنه “كان صوتاً قوياً دفع ثمن مواقفه”.
وفي تسجيل قديم أعاد ناشطون نشره، تحدّث الجردمي عن رفضه لاختزال مشروع الجنوب في أشخاص أو مصالح جهوية، مطالباً باستعادة القرار الجنوبي المستقل، وهو ما أعتبره كثيرون من الأسباب التي جعلته عرضة للتضييق والاعتقال.
وكانت قوات الحزام الأمني قد نفت في وقت سابق تعرض الجردمي لأي تعذيب خلال فترة احتجازه، كما نفت مسؤوليتها المباشرة عن واقعة اعتقاله، مؤكدة أن توقيفه جاء بناءً على أوامر صادرة من النيابة.
وقالت مصادر إعلامية إن الجردمي نُقل إلى المستشفى وهو في حالة صحية حرجة، حيث فارق الحياة رغم محاولات الطاقم الطبي لإنقاذه، فيما لم تصدر حتى اللحظة أي توضيحات رسمية من الجهات القضائية بشأن الملابسات المحيطة بوفاته.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل واسعة في الأوساط الاجتماعية والحقوقية، وسط دعوات من أسرته وناشطين بفتح تحقيق شفاف ومستقل في ظروف اعتقاله ووفاته، ومحاسبة أي جهة يثبت تورطها أو تقصيرها في هذه القضية.
وتتجدد على إثر ذلك المطالب الحقوقية في العاصمة المؤقتة عدن بضرورة إحترام الأطر القانونية في الاحتجاز، وضمان حقوق المعتقلين وسلامتهم، بما يعزز من ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية ويحفظ كرامة الإنسان.