صحيفة الثوري – متابعات
استخدمت الولايات المتحدة يوم الأربعاء حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي كان يطالب بـ”وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار” في قطاع غزة، بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
جاء هذا التصويت الأمريكي، الذي أثار انتقادات واسعة، في الوقت الذي تشهد فيه غزة أزمة إنسانية كارثية، حيث يواجه أكثر من مليوني نسمة خطر المجاعة، بينما لا تصل سوى كميات محدودة من المساعدات.
صوتت 14 دولة عضو في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار، في خطوة تعكس الإجماع الدولي المتزايد بشأن ضرورة إنهاء الصراع وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
وبررت القائمة بأعمال الممثل الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، موقف بلادها بالقول إن الولايات المتحدة لن تدعم أي إجراء “لا يدين حماس ولا يدعوها إلى نزع سلاحها ومغادرة غزة”. وأضافت أن مشروع القرار كان من شأنه أن “يقوض الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار”، مشيرة إلى أن واشنطن هي أكبر حلفاء إسرائيل ومورد للأسلحة لها.
انتقادات دولية وتصعيد عسكري
جاء تصويت مجلس الأمن هذا بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بعد انتهاء هدنة استمرت شهرين في مارس/آذار. وأفاد مسؤولون في القطاع الصحي بغزة بمقتل 45 فلسطينياً جراء الغارات الإسرائيلية يوم الأربعاء، بينما أعلنت إسرائيل عن مقتل جندي لها.
من جانبها، انتقدت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، بشدة القرارات الإسرائيلية بتوسيع العمليات العسكرية وفرض قيود مشددة على المساعدات الإنسانية، واصفة إياها بأنها “غير مبررة وغير متناسبة وتؤدي إلى نتائج عكسية”.
تصر إسرائيل على رفضها لدعوات وقف إطلاق النار غير المشروط أو الدائم، مؤكدة أنه لا يمكن السماح لحماس بالبقاء في غزة. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، لأعضاء المجلس الذين صوتوا لصالح مشروع القرار: “لقد اخترتم الاسترضاء والخضوع. اخترتم طريقاً لا يؤدي إلى السلام بل لمزيد من الإرهاب”.
إدانة حماسية للفيتو الأمريكي
ونددت حركة حماس بالفيتو الأمريكي، واصفة إياه بأنه “يُجسد انحياز الإدارة الأمريكية الأعمى لحكومة الاحتلال الفاشية ويدعم جرائمها ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة”. وقد طالب مشروع القرار أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس وغيرها.