باريس- صحيفة الثوري: خاص
شهدت العاصمة الفرنسية باريس انعقاد مؤتمر “إيران الحرة 2025″، بمشاركة واسعة من سياسيين وبرلمانيين من أكثر من 15 دولة أوروبية، إضافةً إلى ممثلين من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، حيث جدد المجتمعون دعمهم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وخطته ذات العشر نقاط لتأسيس جمهورية علمانية وديمقراطية وخالية من السلاح النووي في إيران.
وفي بيانهم الختامي، أكد المشاركون أن هذه الخطة تمثل البديل الواقعي لنظام الملالي القائم، الذي وصفوه بالثيوقراطي والاستبدادي، مشيرين إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في إيران، وتكثيف عمليات الإعدام، وممارسات قمعية مثل فرض الحجاب الإجباري.
أكثر من 300 برلماني يدعمون المقاومة
نال المؤتمر تأييدًا واسعًا من أوساط تشريعية أوروبية، بما في ذلك 300 نائب من البرلمان الألماني (البوندستاغ)، وأغلبية عابرة للأحزاب في البرلمان الإيطالي، إلى جانب برلمانيين من النرويج، مالطا، آيسلندا، هولندا، رومانيا، ومجلس الشيوخ الأيرلندي. كما شارك مندوبون من اليمن وكوستاريكا والأرجنتين، مؤكدين تضامنهم مع طموحات الشعب الإيراني في التحرر والديمقراطية.
وانتقد المشاركون اعتماد النظام الإيراني على “ميليشيات وكيلى متداعية”، مؤكدين أن سياسة الاسترضاء الغربية تجاه طهران لم تجلب سوى المزيد من التهديدات. كما دعوا إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قوائم الإرهاب الدولية، ودعم وحدات المقاومة الإيرانية التي تواجه هذا الجهاز القمعي على الأرض.
رجوي: النظام في مأزق.. والتغيير هو الحل الوحيد
وفي كلمتها الرئيسية، وصفت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الوضع الداخلي في إيران بأنه “تسونامي من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية”، مشيرة إلى فقدان النظام لنفوذه الإقليمي، وخسارته في سوريا رغم نشره أكثر من 100 ألف مقاتل هناك، وانهيار أدواته الاستراتيجية رغم امتلاكه 150 ألف صاروخ.
وأضافت رجوي أن أكثر من 90% من الإيرانيين قاطعوا انتخابات النظام الأخيرة، ما يدل على “رفض شعبي واسع وعميق”. وسلّطت الضوء على الإضرابات العمالية والاحتجاجات الشعبية التي تجتاح 152 مدينة إيرانية، خصوصًا إضراب سائقي الشاحنات الذين يواجهون الاعتقال بسبب مطالبهم بحقوقهم الأساسية.
كما كشفت عن أن النظام أهدر أكثر من تريليوني دولار على مشاريعه النووية، بينما لا تولد الطاقة النووية سوى أقل من 2% من كهرباء البلاد. وأشارت إلى أن العائدات النفطية تُهدر في مغامرات عسكرية، في وقتٍ يعاني فيه الإيرانيون من انقطاعات حادة في الكهرباء والغاز، وإغلاق المدارس وتسريح العمال.
نواب أوروبيون: تصنيف الحرس الثوري أولوية
دعا البرلماني الألماني كارستن مولر إلى موقف أوروبي أكثر حزمًا تجاه إيران، مطالبًا الحكومة الألمانية بتفعيل آلية “العودة التلقائية للعقوبات” (Snapback) ودعم خطة المقاومة ذات العشر نقاط. وشدد على أن امتلاك إيران للسلاح النووي “يهدد الأمن الدولي ولا يمكن القبول به”.
من جانبها، أكدت النائبة الإيطالية نايك غروبيوني أن النظام الإيراني “في أضعف حالاته”، ودعت إلى دعم المقاومة بقيادة مريم رجوي، وتفكيك البرنامج النووي الإيراني تجنبًا لانفجار أزمة أمنية عالمية.
رسالة إلى العرب: دعم التغيير ضمان للاستقرار
وجّه المؤتمر رسالة صريحة إلى الدول العربية، مفادها أن النظام الإيراني الراهن هو عامل زعزعة رئيسي في المنطقة من خلال دعمه للميليشيات الطائفية وممارساته العدوانية. وأكدت الرؤية السياسية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنها تتماشى مع تطلعات الشعوب العربية للسلام والاستقرار، داعية إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية.