إسطنبول- صحيفة الثوري:
في أجواء مشحونة بالأمل والمقاومة، اختتمت نساء الاشتراكية الدولية اجتماعهن المجلسي في مدينة إسطنبول، مؤكدات التزامهن العميق بالدفاع عن حقوق النساء وتعزيز العدالة الاجتماعية والسلام في عالم تتسارع فيه الأزمات والنكوص عن المكتسبات.
الاجتماع، الذي انعقد يومي 21 و22 مايو، خلص إلى قرار سياسي جامع بعنوان “حقوق النساء، العدالة الاجتماعية والسلام في عالم متغير”، شدد على أن هذه القضايا ليست ملفات متفرقة، بل تشكل معًا نسيجًا متكاملاً لا يمكن فيه فصل المساواة عن الديمقراطية، ولا العيش الكريم عن السلام.
القرار أشار بوضوح إلى أن النساء لا يزلن يعانين من بنى هيكلية جائرة تُضعف فرص وصولهن إلى التعليم والصحة والرعاية الإنجابية والعمل اللائق، وتحد من مشاركتهن السياسية واستقلاليتهن الشخصية. وأكدت المشاركات أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال أطر قانونية عادلة تكفل الحماية من جميع أشكال العنف، خاصة العنف السياسي والمنزلي والجسدي الذي غالبًا ما تتعرض له النساء في ظل النزاعات.
وفي سياق متصل، حذر البيان من التداعيات الخطيرة للنزاعات المسلحة، وأزمة المناخ، والنزوح القسري، وما ينتج عنها من أشكال متعددة من العنف والاستغلال الذي يستهدف النساء والفتيات، مشيرًا إلى استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب في صراعات معاصرة.
وإزاء تنامي الخطابات الشعبوية واليمينية المتطرفة، التي تهدد ما حققته الحركة النسوية من مكاسب تاريخية، أكدت نساء الاشتراكية الدولية أن الرد على هذا التراجع يكون بتعزيز التحالفات النسوية العابرة للحدود، وتطوير أجندة نضالية جديدة تتصدى لتحديات العصر.
واختتمت المشاركات الاجتماع بدعوة عالمية إلى مقاومة الأدلجة المتطرفة، والانخراط الجاد في مسارات بناء السلام العادل، والدفاع عن المساواة والكرامة الإنسانية، مشددات على أن مستقبل المجتمعات مرهون بمدى تمكين النساء وضمان مشاركتهن الكاملة في صنع القرار.
هذا القرار يُعد خطوة إضافية على طريق النضال الأممي من أجل عالم لا تُقصى فيه النساء، ولا تُقوض فيه الحقوق، بل يُعاد فيه بناء القيم على أساس العدل والمساواة والتحرر.