آخر الأخبار

spot_img

واشنطن: إيران خطر شامل وتهديد استراتيجي يتطلب رداً دولياً موحداً

واشنطن – صحيفة الثوري:

جددت الولايات المتحدة تحذيراتها من التهديدات المتزايدة التي يشكلها النظام الإيراني على الأمن العالمي، مشيرة إلى أن الخطر الإيراني لم يعد مقتصراً على البرنامج النووي أو دعم الميليشيات المسلحة، بل بات يشمل كذلك الهجمات السيبرانية وتخريب الاستقرار الإقليمي.

وفي تصريحات متزامنة صدرت عن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية، أكدت واشنطن أن تفكيك القدرات النووية الإيرانية ووقف دعم الميليشيات في المنطقة يُعدان شرطين أساسيين لأي مسار نحو التهدئة والاستقرار.

وقال سباستيان غوركا، المستشار الأعلى السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في إدارة ترامب، في حديث لمجلة “بوليتيكو”، إن “النظام الإيراني يمثل التهديد الاستراتيجي الأخطر، وقد آن الأوان ليتوقف عن تمويل وكلائه من حزب الله إلى الحوثيين، أو مواجهة عزلة دولية أشد”.

وأضاف غوركا أن طهران “تواصل قمع شعبها منذ عام 1979، وتستخدم مواردها لتأجيج النزاعات بدل معالجة أزماتها الداخلية”، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعبها: “إما الانصياع للمعايير الدولية، أو مواجهة نتائج أكثر قسوة”.

وتتزامن هذه التصريحات مع تقارير استخبارية تشير إلى استمرار إيران في تسليح وتدريب جماعات مسلحة في المنطقة رغم تفاقم أزماتها الاقتصادية، ما اعتبره مراقبون تهديداً مباشراً لاستقرار دول الجوار وتقويضاً للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.

وفي جبهة موازية، حذّرت لوري باكهوت، مسؤولة السياسة السيبرانية في البنتاغون، من أن إيران أصبحت فاعلاً رئيسياً في الهجمات السيبرانية غير التقليدية، مستهدفة البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت باكهوت خلال جلسة استماع في الكونغرس، إن “الهجمات الإيرانية السيبرانية باتت أكثر تنسيقاً وتعقيداً، وتهدف إلى زعزعة المجتمعات الغربية وإثارة الانقسامات عبر التلاعب بالفضاء المعلوماتي”.

وكشفت تقارير أمنية عن تصعيد في الهجمات الرقمية التي تنفذها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري، استهدفت قطاعات الطاقة والنقل والصحة، مستخدمة برمجيات خبيثة وهجمات فدية بالتعاون مع جماعات إجرامية عابرة للحدود.

وترى واشنطن أن التصدي لهذا التهديد الإيراني المتعدد الأبعاد يتطلب استراتيجية شاملة، تشمل فرض عقوبات قصوى، وتفكيك الشبكات المالية والتقنية المرتبطة بالحرس الثوري، وتعزيز الدفاعات السيبرانية بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

ويجمع مراقبون على أن مواجهة طهران لم تعد مسألة إقليمية فحسب، بل تحدٍ عالمي يستدعي توحيد الجهود الدولية، مؤكدين أن أي تراخٍ أو استرضاء سيمنح النظام الإيراني مزيداً من الجرأة لابتزاز العالم ونشر الفوضى.