آخر الأخبار

spot_img

صرخة من قلب الواقع.. كأنهم خارجون من معركة لا امتحان

“صحيفة الثوري” – كتابات: 

ريما نعمان

كل يوم، مع انتهاء كل اختبار، نرى المشهد نفسه يتكرر: طلاب الثالث الثانوي يخرجون من قاعات الامتحان ودموعهم تسبق خطواتهم. وجوههم شاحبة، وقلوبهم منكسرة، وكأنهم خرجوا من معركة خاسرة لا من امتحان مصيري. لا لضعف فيهم، ولا تقصير، بل لأنهم ببساطة لم يُعطَوا ما يستحقون.

الطلاب المتفوقون، الذين كانوا يحلمون بمعدلات ترفعهم إلى حيث يستحقون، وجدوا أنفسهم هذا العام بلا فرصة حقيقية.

الفصل الأول مضى، والفصل الثاني غاب فيه التعليم تماماً بسبب الإضراب المشروع للمعلمين. فلا شرح، ولا مراجعة، ولا توجيه. فقط قرارات فوقية نزلت كالصواعق على رؤوس الطلاب والطالبات، تُلزمهم بامتحان مصيري وكأنهم كانوا في بيئة تعليمية مستقرة ومتكاملة.

أيُّ منطق يقبل أن نُحاسب طلابنا على ما لم نمنحهم إياه؟!

أنا لا أكتب لأجامل، ولا لأثير الشفقة، بل أكتب لأن الصمت في هذا الوقت خيانة لضمير المهنة والإنسانية.

رأيت بعيني طلاباً وطالبات خرجوا من لجان الامتحانات باكين، مذهولين، محطمين. رأيت أحلاماً تُقصَف، وعقولاً تتعب من غير ذنب. ولهذا وجب أن أكتب، أن أقول الحقيقة كما هي، وأن أرفع الصوت باسمهم.

إلى كل من يملك قراراً:
لا تحولوا ورقة الامتحان إلى مقصلة، ولا تجعلوا طلابنا يدفعون ثمن التخبط في القرارات، والانهيار في منظومة التعليم. التعليم لا يكون بالإجبار، بل بالتمكين، بالتخطيط.

هؤلاء الطلاب أمانة. لا تتركوهم ينهارون بصمت.
ولا تنسوا: من يُظلَم في أول الطريق، لن يصنع وطناً في آخره.

*إعلامية النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين