آخر الأخبار

spot_img

سيطرة الحوثيين على ناقلات النفط، …واستمرار عمليات التهريب من قبل النظام الإيراني

صحيفة الثوري – تقارير

مع حلول ربيع 2025، دخلت الحرب في اليمن مرحلة جديدة ومعقدة. فقد تصاعدت الضربات الجوية والبحرية التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد مواقع الحوثيين المدعومين بشكل مباشر من النظام الإيراني.

وتأتي هذه الهجمات رداً على التهديدات المتزايدة التي يوجهها الحوثيون للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب،  وتهدف هذه العمليات بشكل أساسي إلى إعادة الأمن إلى طرق التجارة البحرية التي تعطلت لعدة أشهر بسبب هجمات الحوثيين. وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مئات القتلى والجرحى، واستهدفت البنية التحتية العسكرية للحوثيين بما في ذلك أنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة.

سيطرة الحوثيين على ناقلات النفط والهجمات البحرية
خلال الأشهر الأخيرة.

نفذ الحوثيون أكثر من 190 هجوماً على السفن التجارية والعسكرية، وسيطروا فعلياً على جزء من حركة ناقلات النفط والسفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. وقد أغرق هذا الفصيل حتى الآن سفينتين واحتجز سفينة أخرى، وهدد مراراً باستهداف أي سفينة تتجه إلى موانئ إسرائيل. ويعد الهجوم الصاروخي على ناقلة النفط النرويجية “ستريندا” في ديسمبر 2023 مثالاً على هذه العمليات التي تهدف للضغط على إسرائيل والاحتجاج على أزمة غزة. وقد أعلن المتحدث العسكري للحوثيين أن هذه الهجمات ستستمر ما لم تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ولا تشكل هذه العمليات تهديداً خطيراً للملاحة العالمية فحسب، بل أدت أيضاً إلى ارتفاع تكاليف التأمين والنقل البحري وحدوث اضطرابات في إمدادات النفط العالمية. وحذرت شركات الشحن الدولية من أن المرور عبر هذه المسارات دون ضمانات أمنية يمثل مخاطرة كبيرة.

تهريب الأسلحة والدعم المستمر من النظام الإيراني

لا يزال النظام الإيراني يلعب دوراً محورياً في دعم الحوثيين عسكرياً ومالياً ولوجستياً. ورغم انتشار الأساطيل الأمريكية والغربية في بحر العرب وخليج عدن، وجدت إيران طرقاً بديلة لإرسال الأسلحة والمعدات إلى اليمن، بما في ذلك التهريب عبر الصومال وعُمان. وتفيد التقارير بأن القوات البحرية الأمريكية والبريطانية ضبطت سفناً تحمل أسلحة وصواريخ ومواد متفجرة وحتى مخدرات في هذه المسارات.

يشمل هذا الدعم إرسال صواريخ متطورة وطائرات مسيّرة وتدريباً عسكرياً، مما عزز بشكل كبير القدرات العسكرية للحوثيين. كما تواصل إيران تهريب وقود الصواريخ والأسلحة عبر سفن الصيد والتجارة. وفي بعض الحالات، تم اكتشاف ومصادرة شحنات تحتوي على آلاف قطع الأسلحة الخفيفة ومواد كيميائية تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية.

آفاق المستقبل

لا يزال مستقبل الحرب في اليمن غامضاً. فمن جهة، هناك مفاوضات سلام جارية، ومن جهة أخرى، استمرار هجمات الحوثيين ودعم النظام الإيراني يزيد من احتمال تصاعد الحرب ودخول أطراف إقليمية ودولية جديدة.

ويرى بعض المحللين أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد يشهد عام 2025 تصعيداً أكبر وربما تغييراً في موازين القوى في المنطقة.

في المجمل، إن استمرار تهريب الأسلحة ودعم إيران للحوثيين، إلى جانب سيطرة هذا الفصيل على جزء من مسارات ناقلات النفط، جعل من حرب اليمن واحدة من أكثر الأزمات الإقليمية تعقيداً وخطورة.