(عدن) – “صحيفة الثوري” – كتابات
محمد محمد العزيزي*
أنشغل الناس بمعركة مفتعلة بذهاب رئيس الحكومة السابق وتعين رئيس الحكومة الجديد عن قضية هامة بمستقبل الوطن وأبناءه تتمثل بتنفيذ امتحانات الثانوية العامة في ظل ظروف مأساوية للطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات بسبب هذان الرجلان فالسابق كرئيس حكومة والجديد كوزير مالية في حكومتين متتاليتن وتم مكافأته برئاسة الحكومة.
فقد فرضت وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية المدعومة دولياً باليمن على طلاب وطالبات الثانوية العامة أداء إمتحان هذا العام بالرغم من أن المدارس معطلة من العملية التعليمية خلال الفصل الدراسي الثاني بسبب إضراب المعلمات والمعلمين المطالبين بحقوقهم وتحسين وضعهم المعيشي في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور باليمن نتاج الحرب وفشل الحكومة الشرعية في إدارة المناطق المحررة من جماعة الحوثي الإنقلابية المدعومة إيرانياً والتي هي الأخرى أنهت عملية الإمتحانات قبل أيام بعد عملية تعليمية رديئة بسبب انقطاع مرتبات الموظفين في مناطقها منذ عام 2016م.
يؤدي هذه الأيام الطلاب والطالبات الامتحانات الوزارية في مناطق الشرعية بعد غياب إجباري عن المدارس فصلاً دراسياً كاملاً بسبب الإضراب ومعاناة في مراجعة الدروس خصوصاً مع إنقطاع الكهرباء عن منازلهم لساعات قد تصل إلى 22 ساعة في اليوم وفي ظل ظروف مناخية مرتفعة الحرارة في بداية الصيف خصوصاً في العاصمة عدن وبقية المحافظات الساحلية وإنتشار البعوض المسبب للأمراض الوبائية من حمى الضنك والملاريا… الخ وعجز كامل من قبل أولياء الأمور في تقديم الحلول الطارئة لأبناءهم وبناتهم في ظل الظروف المعيشة الصعبة بسبب التدهور الاقتصادي الذي يعصف بحياتهم وأسرهم.
كان يتوجب على رئيس الحكومة السابق والجديد القيام بتقديم الحلول الممكنة من تحسين أوضاع المعلمين المعيشية وتوفير مرتباتهم بشكل منتظم والعمل على تحسين سلم الأجور على مراحل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كما كان يتوجب على الحكومة والداعمين الدوليين توفير الدعم المالي اللازم لإدارة العملية التعليمية بشكل فعال وتفعيل الحوار مع نقابات ومكونات المعلمين لإيجاد حلول توافقية تُمكن من استئناف الدراسة بشكل طبيعي إلا أن هذه الحكومة ومن يقف خلفها لم تعر القضية أدنى اهتمام بكل بجاحة وصلافة منقطع النظير.
اليوم أبناءنا وبناتنا في الثانوية العامة يؤدون امتحانات الثانوية العامة ويخوضون المعركة بلا إسناد أو دعم نفسي من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومنظمات المجتمع المدني ولم تتحول قضيتهم إلى قضية رأي عام في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
شخصياً لا يمكنني تقديم شيء سوى هذه الحروف والكلمات الحزينة ونصائح للطلاب وأولياء الأمور تتمثل في الإستفادة من الموارد التعليمية المتاحة، مثل الكتب المدرسية والموارد الإلكترونية والتواصل مع المعلمين المتعاونين والمتطوعين الاخرين للحصول على الدعم الممكن في المواد الدراسية والتركيز على التحصيل العلمي والاستعداد المتاح للامتحانات والابتعاد عن الغش كوسيلة غير إيجابية من أجل النجاح.
كما أدعو الحكومة ورئيسها الجديد من خلال موقعه الحالي والسابق والجمع بينهما هو تحسين إدارة العملية التعليمية وتوفير الدعم اللازم للمدارس والمعلمين بشكل عام خصوصاً تحسين الأجور وتوفير الكتاب المدرسي والمعامل المدرسية وتحسين البيئة التعليمية قدر الإمكان وبشكل ملائم وتفعيل الحوار مع أطراف العملية التعليمية وخصوصاً المعلمين ونقاباتهم ومكوناتهم المختلفة ومجالس أولياء الأمور والمجالس الطلابية وإتحاداتهم لإيجاد حلول توافقية تُمكن من استئناف العملية التعليمية بشكل طبيعي بداية العام القادم.
كما أن المصلحة العامة في هذه الظروف تحتم على جميع الأطراف العمل على إيجاد حلول سلمية تُمكن من استئناف الدراسة بشكل طبيعي وتحسين أوضاع المعلمين والطلاب من خلال إجراء حوار وطني بين الحكومة والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب لإيجاد حلول توافقية تخدم العلمية التعليمية كما يجب الإيمان بالعمل التشاركي بين الحكومة والمجتمع المدني وأولياء الأمور لإيجاد حلول للمشاكل التعليمية وتوفير الدعم لإدارة وسير العملية التعليمية بشكل طبيعي.
وفي حال عدم إستجابة الحكومة لهذه الدعوة وتحقيق مطالب المعلمين والطلاب وأولياء الأمور وبقية أطراف العملية التعليمية فعلى الشعب ومكوناته الحية الوقوف معهم بالتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالتعليم وحقوق الإنسان وكذا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لطلب الدعم والمساعدة في ممارسة الضغط على الحكومة مع إستمرار التظاهرات السلمية المطالبة بحقوق التعليم والمعلم والطالب وتعميم هذه الإعتصامات والاحتجاجات السلمية في كل ربوع الوطن ورفع دعاوي قضائية ضد الحكومة إذا لزم الأمر من أجل تحسين الوضع التعليمي للطالب والمعلم معا.
*رئيس مجلس الأباء ثانوية محيرز النموذجية عدن