صحيفة الثوري- كتابات:
عبد الجليل عثمان
2-1
منذ سنوات غابت احتفالات الطبقة العاملة في البلاد بيوم الأول من أيار “مايو” عيد العمال العالمي، نتيجة ما تكنّه القوى المتخلفة والطفيلية من أفكار عتيقة، وعدم الاعتراف بحق العمال في الحريات النقابية.
وتمر الحركة العمالية اليمنية في أسوأ ظروف حياتها المعيشية، المادية والروحية، نتيجة الظروف الجارية في البلاد بفعل انقلاب المليشيات الحوثية على نتائج مخرجات الحوار الوطني الشامل وعلى العملية السياسية. وتزداد معاناة العمال في غياب منظماتهم النقابية في الدفاع عن مصالحهم، وحرمانهم من ممارسة حقوقهم النقابية، وكذلك في غلاء الأسعار وغياب الخدمات التعليمية والصحية وغيرها، وكذلك من توقّف صرف المرتبات لسنوات طويلة… كما تعاني الطبقة العاملة في المناطق المحررة من نقص الخدمات، وخاصة في مجال الكهرباء والمياه، وغلاء الأسعار، وانهيار العملة الوطنية مقابل العملة الأجنبية، في ظلّ تخلّي السلطة في الجهتين عن دورها في تقديم الخدمات الضرورية، وتراكم الفساد والإفساد في كل مناحي الحياة.
ويأتي اليوم الأول من مايو، عيد العمال العالمي، في ظلّ غياب الدفاع عن حقوق ومصالح العمال، وعدم الحصول على لقمة العيش الكريمة لأغلبية أبناء الشعب، وفي المقدمة العمال، وتراجع التضامن معهم من أجل إحلال السلام وتوقيف الحرب العبثية الجارية في البلاد، وإنهاء الاستغلال والاضطهاد من أرباب العمل والمتنفذين في سلطات المليشيات التي تنهب مؤسسات الدولة وتتقاسم موارد البلاد فيما بينها، ضاربة بالقوانين عرض الحائط. ويزداد الغلاء في الأسعار على مدار الساعة للمواد الأساسية، وتنهار قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.
ويحلّ هذا العيد ومكونات مليشيات الحرب في صنعاء وعدن ترفل بثروات البلاد المنهوبة في مشاريعها الخاصة، والناس يعيشون مأساة الحصول على لقمة العيش بشق الأنفس، وانطفاء الكهرباء عن مدينة عدن، إلى جانب انتهاك حرياتهم وغياب أمنهم.
كما أن بلادنا والعالم النامي يشهدان المزيد من الصراعات والحروب وتهديد السلام العالمي، وتدفع الشعوب، وفي المقدمة العمال، فاتورة هذه الحروب الباهظة.
إننا نتقدّم بالتحية لقادة نضال الطبقة العاملة اليمنية وحركتها الوطنية، ولمناضليها وشهدائها الأمجاد، ونطلب مواصلة مسيرتهم النضالية واستلهام مآثرهم الوطنية والنقابية في هذه الذكرى المجيدة.