صحيفة الثوري : مونت كارلو:
أبدت مصادر داخل الإدارة الأميركية قلقها المتزايد إزاء أسلوب مبعوث الرئيس دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في التعاطي مع ما وصفته بـ”اثنين من أبرز خصوم الولايات المتحدة”.
ووفقا لما نقلته لموقع “نيويورك بوست”، فإن ويتكوف، الذي يؤدي أيضا دور مبعوث غير رسمي للرئيس ترامب إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلافا للبروتوكولات الدبلوماسية الراسخة، إذ شارك في اجتماعات رفيعة المستوى بشكل منفرد، واعتمد في بعض الأحيان على مترجمين تابعين للكرملين.
فقبيل لقائهما الأخير، حيا المبعوث الأميركي الزعيم الروسي كما لو كان “صديقا قديما”، من دون أن يرافقه أي من المستشارين أو الخبراء أو الضباط العسكريين الذين يُفترض أن يصحبوا المسؤولين الأميركيين في اجتماعات بهذا المستوى.
وما أثار استغراب المصادر أن بوتين نفسه لم يحضر الاجتماع بمفرده، بل كان برفقته المساعد الرئاسي يوري أوشاكوف، ورئيس صندوق الثروة السيادي الروسي كيريل دميترييف.
في هذا السياق، قال أحد أعضاء إدارة ترامب الأولى، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن ويتكوف “رجل لطيف، لكنه أحمق”، مضيفا: “لا ينبغي له أن يقوم بهذا الدور بمفرده”.
ملف غزة
إلى ذلك، سعى ويتكوف للتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس. وقد بدأ مهامه بنجاح، بعد أن ساهم في إقرار هدنة استمرت شهرين. لكن محاولاته لتمديد الهدنة فشلت، إذ خرج من اللقاءات مع ممثلين عن حماس في قطر باعتقاده أنه توصل إلى اتفاق مبدئي، قبل أن ترد الحركة بعرض مختلف رفضه ويتكوف فورا، ما أدى إلى انهيار الهدنة بعد أربعة أيام.
أعرب ويتكوف لاحقا عن خيبة أمله قائلا: “ربما تم خداعي”.
ونقل الموقع قلق الجانب الإسرائيلي “من نقص خبرته الدبلوماسية”، ورأت المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، شيري فاين-غروسمان، أن ويتكوف يفتقر لفهم طبيعة الأطراف التي يتعامل معها.
المفاوضات مع إيران
في سياق آخر، تم تكليف ويتكوف بإدارة ملف المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني. وفي هذا الصدد، تساءل البعض عن كيفية تنظيمه لوقته لإدارة “مفاوضتين معقدتين ومليئتين بالتحديات”.
ويُفترض نظريا أن يكون التفاوض بشأن الاتفاق النووي مع إيران من أسهل المهام الموكلة إلى ويتكوف، إذ يرى مراقبون مخضرمون في شؤون الشرق الأوسط أن النظام الإيراني يمر بأضعف حالاته. ويرى هؤلاء أن إيران لا تزال قادرة في مفاوضاتها مع ويتكوف على رفض مطالب واشنطن، وتواصل الإصرار على الحفاظ على أنشطتها النووية.
“رفاق غولف”
يُذكر أن ويتكوف لم يشغل أي أدوار سياسية أو دبلوماسية قبل تعيينه كمبعوث خاص لترامب خلال ولايته الثانية، حيث كان محاميا سابقا ومستثمرا عقاريا. التقى ترامب وويتكوف قبل عقود عبر شركة عقارية، ومن ثم نشأت بينهما علاقة صداقة مبنية على حبهما المشترك لرياضة الغولف.
خلال ولاية ترامب الأولى، شغل ويتكوف دورًا ثانويًا، حيث كان أحد أعضاء “مجموعات صناعة الإنعاش الاقتصادي الأمريكي العظيم” التي كانت تهدف إلى مكافحة آثار جائحة كوفيد-19.
وحسب ما ذكرته “أن بي سي”، طرح ويتكوف على ترامب فكرة العمل على ملف الشرق الأوسط خلال غداء، وهي المنطقة التي له فيها علاقات تجارية واسعة.
وقال السناتور ليندسي غراهام في حديثه لـ”أن بي سي”: “فوجئت بذلك لأنني لم أكن أعلم أنه مهتم بالشرق الأوسط إلى هذا الحد”. وأضاف: “لكن ترامب نظر إلي وقال: حسنا، مليون شخص حاولوا سابقا، فلنختار شخصا جيدا وذكيا”.